«أوكوس» يخيم على اجتماع لـ «الناتو»
موسكو تنفي الضغط على أوروبا بالغاز للموافقة على «نورد ستريم 2»
حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس، من أن الخلاف بين باريس وواشنطن الناجم عن حلف «أوكوس» بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، يجب ألا يسبب انقساماً في الحلف.وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع في بروكسل مع مستشارين أمنيين في الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف، إن «أوكوس ليس موجهاً ضد أوروبا أو الناتو»، مضيفاً أن «هناك اتفاقاً واسعاً على أنه لا ينبغي لنا السماح لهذه القضية بإحداث انقسام في التحالف عبر الأطلسي».وأعرب عدد من القادة الأوروبيين عن خيبة أملهم إزاء عدم إبلاغهم باتفاق «أوكوس» أو استشارتهم بشأنه.
وفي رد فعل غاضب على هذا الاتفاق قررت باريس سحب سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا بعد أن ألغت كانبيرا عقداً لشراء غواصات فرنسية تقليدية مقابل حصولها على غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية في إطار «أوكوس».وعلق ستولتنبرغ في المؤتمر الصحافي على هذه التطورات بالقول، «إنني أتفهم خيبة أمل فرنسا لكنني في الوقت نفسه على ثقة تامة من أن الحلفاء المعنيين سيجدون طرقاً للمضي قدماً».وأشار إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً الدروس، التي يمكن استخلاصها من انخراط الحلف في أفغانستان على مدى عشرين عاماً، مضيفاً: «لقد بحثنا ضرورة قيام الناتو بدوره للمساعدة في الحفاظ على المكاسب التي تحققت في الحرب على الإرهاب في أفغانستان». وذكر أن الاجتماع كان يمثل أيضاً «خطوة مهمة» نحو قمة الحلف المقرر عقدها في مدريد العام المقبل.وبينما برر ستولتنبرغ قرار الحلف بسحب أوراق اعتماد ثمانية أفراد من البعثة الروسية في بروكسل وتخفيض عدد المناصب التي يمكن لموسكو اعتمادها لدى الحلف إلى عشرة من عشرين سابقاً، بـ «ضرورة التحرك في مواجهة الزيادة في الأنشطة الروسية الخبيثة في أوروبا»، قالت موسكو، إن الحلف برهن على رفضه تطبيع العلاقات معها، مضيفة أن الخطوة تقوض تماماً آمال عودة العلاقات إلى طبيعتها واستئناف الحوار مع التكتل. جاء ذلك، بينما نفذت سفن من أسطول بحر قزوين الروسي، خلال تدريبات، عمليات «ناجحة» لإطلاق صواريخ من طراز «كاليبر» على أهداف ساحلية.في سياق متصل، قللت روسيا من أهمية اتهامات يتم توجيهها لها بأنها تستغل صادرات الغاز الطبيعي كأداة لتسريع الموافقة على تشغيل خط أنابيب «نورد ستريم 2» المثير للجدل إلى أوروبا.ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، القول، إن الزيادة المحتملة في الإمدادات الروسية إلى المنطقة لا تتوقف على الحصول على موافقات لبدء عمل الخط الجديد، وإنما تعتمد على «الطلبات والالتزامات التعاقدية والاتفاقيات التجارية».وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، أمس الأول، إن روسيا ربما تتمكن من إرسال كميات قياسية من الغاز إلى أوروبا هذا العام، وهو تصريح أدى إلى وقف سلسلة من الارتفاعات في الأسعار.وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، قال إن من السبل لتحقيق مثل هذه الزيادة هو الترخيص السريع لعمل «نورد ستريم 2».وتم الانتهاء من مد خط نقل الغاز البحري المثير للجدل بين روسيا وألمانيا، لكن عمله يتوقف على عملية طويلة ومعقدة وشديدة التسييس لاستخراج التصاريح.وكانت صادرات «غازبروم» الروسية تقترب من تسجيل مستوى قياسي في النصف الأول من هذا العام، لكنها تراجعت في سبتمبر، في وقت كانت أوروبا تعمل جاهدة لإعادة ملء خزاناتها قبل الشتاء.وتعمل روسيا على إعادة ملء مواقعها التخزينية، مما أثار انتقادات بأنها تتعمد إنقاص الإمدادات لتسريع إصدار التصاريح لخط الأنابيب الجديد.وترد غازبروم بأنها تفي بجميع الالتزامات التعاقدية، وتهدف حتى إلى زيادة الصادرات كلما كان هذا ممكناً.