ياسمين أحمد لـ« الجريدة•» : الكاميرا رفيقة دربي
فنانة فلسطينية تروي حكايات القرى المهجّرة بالصور الفوتوغرافية
لم تكن تعلم الفلسطينية ياسمين أحمد أن رحلة إلى تركيا ستحول مسار حياتها، فحين أمسكت كاميرا هاتفها النقال والتقطت صورة لطيور النورس، بدأ شغفها يزيد باحتراف الفوتوغرافيا، وبالفعل طورت من نفسها، وشاركت في العديد من المعارض الفنية، ولفتت أنظار الجميع إلى الصور التي تروي قصص القرى الفلسطينية التي هُجرت في أعقاب النكبة (1948).
وفي حوار أجرته معها "الجريدة" من القاهرة، قالت ياسمين إن الكاميرا رفيقة دربها، وانها تسعى لإبراز جمال الأشياء من حولها، مؤكدة أن المصور الجيد يجب أن يكون له هدف من التقاط الصورة، وأن يهتم بالتفاصيل الصغيرة، وفيما يلي نص الحوار:
وفي حوار أجرته معها "الجريدة" من القاهرة، قالت ياسمين إن الكاميرا رفيقة دربها، وانها تسعى لإبراز جمال الأشياء من حولها، مؤكدة أن المصور الجيد يجب أن يكون له هدف من التقاط الصورة، وأن يهتم بالتفاصيل الصغيرة، وفيما يلي نص الحوار:
• متى بدأ شغفكِ بالتصوير الفوتوغرافي؟ وكيف صقلت هذه الموهبة؟
- بدأت موهبة التصوير معي قبل نحو 6 سنوات، كنت حينئذ في تركيا، وتحديداً في مدينة اسطنبول ومتجهة إلى مدينة بورصة على متن عبَّارة، والتقطتُ صورة لتحليق النورس الأبيض على البحر. التقطتُ الصورة بوضعية سليمة باستخدام كاميرا الهاتف النقَّال. بعدها قررتُ أن أطوِّر من موهبتي وأهتم بتكرار التقاط الصور، حتى بات يتحرك في نفسي شعورٌ قوي وشغف وجنون لا حدود له بالتصوير، وأصبحت الكاميرا رفيقة دربي أينما ذهبت.
• تمتاز كثير من أعمالك بتثبيت الزمن عند لحظة إنسانية فارقة، ما الرسالة التي تحرصين أن تحملها لقطات عدستكِ؟
- أحرص على أن تكون لحظة التصوير هي اللحظة المناسبة، وفي التوقيت الزمني المناسب لالتقاط الصورة بطريقة فنية، أما رسالتي فهي مرتبطة بموهبتي وشغفي بفن التصوير كأحد أشكال الإبداع، ومن هذا المنطلق فإن هدفي هو إبراز جمال الأشياء وسحرها، وأن أمنح المشاهد فرصة لتذوق هذا الفن، بالإضافة إلى توجيه رسالة هادفة عبر صورة ما.• ما أبرز المعارض الفنية التي شاركتِ بها والجوائز التي حصلت عليها؟
- أقمت وشاركت في العديد من المعارض الفنية، أبرزها معرضي الأول الذي أقيم في فرنسا عام 2019، وتم فيه بيع صورتين لي بـ500 يورو، والثاني في بلدة "بيرزيت" التابعة لمحافظة رام الله بفلسطين، وشهد إقبالاً كبيراً على المستويين السياسي والوطني، وقد حصلت على شهادتي تقدير، الأولى من "مركز عبدالعزيز الوادي للدراسات والبحوث"، والثانية من "جمعية الأخوة الفلسطينية – التونسية".• ما دوركِ كمصوِّرة فنانة في دعم بلادكِ فلسطين باعتبارها قضية العرب الأولى؟
- قمت بتصوير قرانا المهجرة الباقية والخالدة في وجداننا. كنت أهدف إلى توجيه رسالة عن نكبة فلسطين (1948) عبر تصوير قرية وبقايا بيت ليرى العالم أن فلسطين محتلة ومهجَّرة، وكنت أنشر صور القرى المهجَّرة على شبكات التواصل الاجتماعي لتصل إلى العالم، ويتأكد الجميع حقنا التاريخي في أرضنا المحتلة.• برأيك، ما الذي يجب أن يتمتع به المصوِّر الجيد؟
- يجب على كل مصوِّر أن يكون له هدف من التقاط الصورة، وأن يهتم بالتفاصيل الصغيرة حتى تتضح الرؤية الإبداعية من خلال اللقطة الفنية، وما تحمله من خيال عميق.* "الصورة أبلغ من ألف كلمة" إلى أي مدى تؤمنين بهذه المقولة وتشعرين أنها تحققت على يديكِ؟
- بكل تأكيد، أنا كلي إيمان بأن الصورة أبلغ من ألف كلمة، ولهذا السبب فإن كل الصور التي التقطتها بعدستي قريبة إلى قلبي، لأنها تجسِّد الكثير من المعاني، وتترجم الكثير من الأفكار التي تشغل بالي، ومن هذا المنطلق فإنني أجد متعة كبيرة في التصوير، لأنه ينقل حياة الناس ويروي قصصهم في الشارع.• نلاحظ في بعض صورك التي توثق لأماكن أو مزارات فلسطينية زهو الألوان، فهل تقومين بإجراء تعديل عليها ببرامج مثل "فوتوشوب"؟
- هناك صور تحتاج إلى تعديل، وهناك صور أخرى قد تحتاج إلى تغيير في الألوان، وكمثال على ذلك، حينما قمتُ بتصوير قرية مهجَّرة أجريت على الصور تعديلاً وحوّلتُ ألوانها إلى الأبيض والأسود، لكي تكون صورة حديثة وفي الوقت ذاته تدل على عبق التاريخ، والتعديل عموماً يكون بحسب وضعية الصورة، وكيف يراها المشاهد من جميع الزوايا.• بعد رحلة مميزة في عالم التصوير، بماذا تحلمين؟
- ربما هذه الرحلة لا نهاية لها، فهذا مرض لذيذ يرافقه شغف وجنون الفن، وأحلم من خلال هذا المشوار بالعالمية، وأن تكون لي بصمة فنيه في كل مكان وزمان.● القاهرة - أحمد الجمَّال
يجب على المصوِّر أن يكون له هدف من التقاط الصورة وأن يهتم بالتفاصيل