في الوقت الذي تظهر صيحاتٍ جديدة للموضة العالمية، قد لا تناسب المرأة العربية، اختارت مصممة الأزياء والحقائب السورية يُسر الخطيب، الإبحار في عالم الأناقة بطريقة تبرز جمال حواء وروعة الخط العربي في آن واحد، حيث برعت في تصميم حقائب تحمل عبارات باللغة العربية الفصحى، تنوَّعت بين أبيات الشعر والاقتباسات الأدبية المختلفة.

وتختار الخطيب هذه الاقتباسات بعناية، لتنقشها على حقيبة اليد التي تصنعها من خامة الجلد الطبيعي، لتبدو كل قطعة في شكلها النهائي مثل لوحة تشكيلية تنطق بجمال وفخامة الأحرف العربية، وحظيت عبارات من قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بنصيب الأسد، أبرزها "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" و"أمر باسمك إذ أخلو إلى نفسي كما يمرّ دمشقي بأندلس".

Ad

وهناك عبارات أخرى زيّنت بها حقائبها مثل "أتزعم أنّك جرمٌ صغير، وفيكَ انطوى العالم الأكبر" (علي بن أبي طالب)، و"درتْ أنها شمس الضحى فتجلَّت، وأن منايَ وصلها فتجنَّت (ابن الساعاتي)، و"صوتك يُقاسم الجَمَال مَعَانيه وإن غَنَّيْتَ مرة زانَ السماء الشفق"... وغيرها.

وقد بدأت يُسر عملها في مجال تصميم الحقائب قبل نحو عامين، وتقول لـ "الجريدة": "تخطيت الرسم والكتابة على الملابس إلى تزيين الحقيبة التي تمسكها الأيدي الناعمة بالخطوط العربية، وبهذا يمكن ارتداؤها مع أكثر من قطعة ملابس ومع أكثر من إطلالة ومناسبة".

وعلى الرغم من أنها تخرّجت في كلية الاقتصاد، تخصُص إدارة أعمال، فقد وجدت يُسر نفسها في مجال الأشغال اليدوية، لكنّها ترى أن الرابط بين عملها الإبداعي الحالي وتخصصها يكمن في كيفية إدارة عملها ووقتها والتسويق له.

وتشير إلى أن الخط العربي له سحر خاص لدى العرب وغيرهم على حد سواء، إذ يرمز إلى الشرقية ويعبِّر عن الهوية والتراث، وتقول: "تركيزي على الخط العربي هو تركيز على الثقافة والأصالة العربية بشكل عصري ومتجدِّد وجمالي في الوقت نفسه"، لافتة إلى أن الحقائب التي نفّذتها لاقت رواجاً كبيراً على مستوى العالم العربي.

وتوضح المصصمة السورية أنها تنفِّذ الرسم والكتابة مباشرة على الحقيبة، حيث ترسم الخطوط العربية يدوياً على القطعة من دون أي تقنيات أو آلات، وتستخدم ريشة خاصة للرسم تناسب نوع الخط المراد تنفيذه، مؤكدة أن هدفها الرئيس هو نشر الثقافة العربية والخط العربي بصورة جمالية.

● القاهرة - أحمد الجمَّال