ودع المنتخب الأولمبي لكرة القدم منافسات بطولة غرب آسيا لكرة القدم بخفي حنين، كعادة المنتخبات الوطنية في الفترة الأخيرة، وذلك حينما احتل المركز الأخير في المجموعة الأولى برصيد نقطتين، جمعهما من التعادل مع منتخبي اليمن وعمان بنتيجة 1-1، والخسارة على يد المنتخب الأردني 1-2.

لم يقدم المنتخب شيئا يذكر في البطولة، سواء كجهاز فني أو لاعبين، لذلك جاء الخروج المبكر من البطولة منطقيا جدا، ولم يلعب الفريق بخطة واضحة المعالم، ولم يثبت المدرب الإسباني، الذي يسير على خطى رفيقه كاراسكو، التشكيل الأساسي، على الرغم من أن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة لم يتبق عليها إلا أسبوعان.

Ad

"الجريدة" استطلعت آراء عدد من المدربين أصحاب الخبرات، لتحليل أداء المنتخب، والوقوف على رؤيتهم الخاصة للفريق في تصفيات كأس آسيا تحت 23 سنة.

العصفور: سذاجة كروية

بداية، قال مدرب المنتخب الوطني الأول والسالمية الأسبق صالح العصفور إن الأزرق الأولمبي ظهر بمستوى ضعيف جدا في البطولة، على الرغم من إعداده لمدة عام، تخلله الكثير من المعسكرات الخارجية والمباريات الودية مع منتخبات وأندية.

وأضاف العصفور أن المنتخب يضم لاعبين أكفاء، ومع ذلك أخفقوا في الظهور بالمستوى اللائق، وكذلك أخفق الجهاز الفني في استغلال قدراتهم، وحمل التخبطات الإدارية مسؤولية إخفاق المنتخب الأولمبي في بطولة غرب آسيا، بسبب الفشل في اختيار مدرب قدير قادر على بناء فريق قوي يكون امتدادا شرعيا للمنتخب الأول الذي ليس أفضل حالا!

وأبدى دهشته من اللعب مع عمان وديا قبل 4 أيام فقط من البطولة، على الرغم من أن قرعة البطولة جلبتهم معا في المجموعة الأولى، واصفا هذا الأمر بالسذاجة، وأعرب عن أمنيته بالتوفيق للمنتخبات في تصفيات كأس آسيا، مؤكدا أن كرة القدم لا علاقة لها بالأمنيات، لكن الواقع يؤكد أن هناك صعوبة بالغة في خطف تذكرة التأهل!

إبراهيم: فوضى عارمة

بدوره، أكد مدرب المنتخب الأول والقادسية والكويت الأسبق محمد إبراهيم أن الكرة الكويتية تعاني فوضى عارمة في ظل غياب الخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل التي من شأنها تطوير الكرة بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة، وكذلك غياب الأسس والخطط التي من شأنها تطوير المنظومة الرياضية كلها.

وقال إبراهيم: "على الرغم من امتلاك الكويت مواهب حقيقية في كرة القدم، إلا أن البيئة الرياضية لا تساعد على تطوير هذه المواهب ووضعها على الطريق الصحيح والسليم، على غرار ما تفعله الدول الخليجية والعربية"، مشددا على أنه ليست هناك مسابقات تقام بشكل منتظم وفقا لجداول ثابتة، ولا بنية تحتية، والعمل يأتي عبر الاجتهاد في غياب الأسس العلمية، لذلك قد تحقق الكرة والرياضة نجاحات لكنها تفشل مرات ومرات!

ورفض تحميل اللاعبين مسؤولية الخروج من بطولة غرب آسيا، بل تخبط القرارات، مؤكدا أن الكرة الكويتية في انحدار ولا تشهد اي تطور منذ سنوات، وأعرب عن أمله أن تخيب توقعات الجميع في تصفيات كأس آسيا تحت 23 سنة، وينجح الفريق في التأهل للبطولة.

من جانبه، ذكر مدرب منتخب الناشئين الأسبق عبدالعزيز الهاجري أنه ليس من المقبول أن تتمثل طموحات الجماهير في تحقيق فوز واحد في البطولة، مضيفا أن هناك قاعدة مفادها "أنت لست مطالبا بالوصول، وإنما بالسير في الطريق الصحيح"، خصوصا أن التوفيق يلعب دورا كبيرا في تحقيق النجاح.

ولفت الهاجري إلى أن المنظومة الرياضية في حاجة ماسة إلى التطوير والعمل الجاد للارتقاء بها، مؤكدا أن الكرة الكويتية لم تحقق نجاحا يذكر في جميع البطولات التي خاضتها المنتخبات الوطنية، وبين أن المنتخب الأولمبي لن يكون أحسن حالا في تصفيات كأس آسيا، معربا عن أمنيته له بالتوفيق.

بديح: معاناة هجومية ودفاعية

من جهته، أكد مدرب القادسية السابق راشد بديح أن غونزاليس تولى تدريب المنتخب الأولمبي منذ عام، ومع ذلك لم تظهر بصماته على الأداء أو التشكيل، وهو أمر غير مقبول بالمرة، لاسيما أن عمل أي مدرب مع الفريق لابد أن يظهر في فترة ثلاثة أشهر. وأفاد بأن المنتخب به لاعبون أكفاء يمكن استغلالهم كمفاتيح لعب، منهم مبارك الفنيني وبندر السلامة وعيد الرشيدي، وكذلك لاعبو خط الوسط، لكنه يعاني في مركزي الهجوم والدفاع، لاسيما في مركزي المدافع الأيمن والأيسر، وكان يتعين على المدرب اللعب برأس حربة وهمي لتلافي عدم وجود لاعب قادر على هز شباك المنافسين بالشكل المأمول.

وأشار إلى أنه غير متفائل بنتائج المنتخب في التصفيات المقبلة، لاسيما في ظل إقامتها بعد أيام قلائل.

غياب 4 لاعبين عن معسكر قطر

يدشّن منتخبنا الأولمبي لكرة القدم تدريباته اليوم في معسكره التدريبي بقطر، الذي يأتي في المرحلة الأخيرة من الاستعدادات لخوض منافسات المجموعة الرابعة التي تستضيفها الكويت من 25 إلى 31 الجاري، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة.

وتوجّه الفريق من مدينة الدمام إلى العاصمة الدوحة مباشرة، في حين عاد 4 لاعبين إلى البلاد هم: عبدالرحمن فهد كميل، وحمد القلاف، ومهدي دشتي، ومحمد الربيع، وذلك بعد انتهاء التفرغ الرياضي الخاص بهم.

وثمّة محاولات تجرى حاليا، للحصول على تفرّغ رياضي جديد لهم، ومن ثم مغادرة البلاد للالتحاق بالوفد في الدوحة.

تأجيل «غرب آسيا» للناشئين

قرر اتحاد غرب آسيا لكرة القدم تأجيل بطولته للناشئين تحت 16 سنة، والتي كان من المقرر إقامتها في جدة خلال الفترة من 15 إلى 25 الجاري بالتنسيق مع الاتحادات الأهلية العشرة المشاركة في البطولة، وذلك لأسباب إدارية ولوجستية.

إلى ذلك، تقرر استكمال منتخبنا للناشئين معسكره التدريبي المقام حاليا في دبي، والذي ينتهي 12 الجاري، وذلك بعد ابلاغهم بتأجيل البطولة، حيث كان من المقرر أن يغادر الوفد من معسكره إلى مدينة جدة مباشرة للمشاركة في "غرب آسيا".

حازم ماهر