بالتزامن مع مغادرة وزير الخارجية الإيراني بيروت، حيث تعهد بإمداد البلاد بمزيد من شحنات الوقود، دخل لبنان في عتمة، مع انقطاع شامل للتيار الكهربائي، أمس، في خطوة تضاعف المآسي التي يعيشيها اللبنانيون يومياً، بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ نحو عامين. وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان لها أمس، توقف محطتي دير عمار والزهراني عن العمل، مما «انعكس مباشرة على ثبات واستقرار الشبكة، وأدى إلى هبوطها بشكل كامل من دون إمكانية إعادة بنائها مجدداً، في ظل هذه الظروف التشغيلية الصعبة والقدرة المتدنية من جهة، واستمرار وجود محطات تحويل رئيسية خارجة عن سيطرة المؤسسة من جهة أخرى».
وأوضحت المؤسسة أن من المرتقب وصول شحنة وقود من اتفاقية مبادلة مبرمة مع العراق، أواخر الشهر الجاري.وقال مسؤول، لـ«رويترز»، إن «شبكة كهرباء لبنان توقفت تماماً عن العمل، ومن المستبعد أن تعمل حتى نهار الاثنين المقبل أو لأيام عدة».ويعتمد معظم اللبنانيين على مولدات الكهرباء الخاصة، التي تعمل بالديزل، رغم أن لبنان أنفق ٤٦ مليار دولار على قطاع الكهرباء، أي قرابة ٤٥% من إجمالي الدين العام.
وفي ردود الفعل، اعتبر رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن «من أولى نتائج وصول الفيول الإيراني إلى لبنان وفك الحصار الأميركي عنه، توقُّف كل معامل الكهرباء عن الإنتاج، لعدم وجود الفيول. إنه فعلاً لَوعد صادق».بدوره، غرّد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب قائلاً: «ما أحوجنا إلى قاطرة عربية ودولية لتخرجنا من عصر العتمة. واللهيان يلهي اللبنانيين بالمترو. هزلت»، في إشارة إلى عرض وزير الخارجية الإيراني في ختام زيارته بناء مترو أنفاق في بيروت.