توفي عبدالقدير خان، الذي يعد والد البرنامج النووي الباكستاني ومهندسه الرئيسي، والذي اتهم بتسريب تقنيات إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا، عن 85 عاما، بعدما أمضى السنوات الأخيرة من حياته تحت حراسة مشددة.

وذكرت محطة «بي تي في» الحكومية أن خان توفي بعد نقله إلى مستشفى «كيه آر إل» في إسلام أباد بسبب مشكلة رئوية، بعد إدخاله بسبب إصابته أخيرا بفيروس كورونا في أغسطس.

Ad

واعتبر خان بطلا قوميا، لأنه جعل من باكستان أول بلد مسلم يمتلك القنبلة النووية، مما ساهم في تعزيز نفوذها في مواجهة الهند، العدوة اللدودة المسلحة نوويا.

لكن الغرب اعتبره «خائنا»، بعدما كان شخصية محورية في فضيحة عالمية لنشر السلاح النووي بشكل غير قانوني في 2004 مع دول نووية مارقة تضمنت بيع أسرار نووية لكوريا الشمالية وإيران وليبيا. وأثار خبر وفاة خان موجة من الحزن والإشادة بإرثه لدى الباكستانيين. وكتب رئيس الوزراء عمران خان على «تويتر»: «أشعر بحزن شديد لوفاة عبدالقدير خان الذي كان رمزا وطنيا ومحبوبا بسبب مساهمته الحيوية في تحويلنا إلى دولة نووية»، مشيراً إلى أنه دُفن في «مسجد الملك فيصل» التاريخي في إسلام أباد بناء على طلبه. بدوره، أعرب الرئيس الباكستاني عارف علوي على «تويتر» عن «حزن عميق لوفاة العالم الذي ساعدنا في تطوير رادع نووي حيوي لبقاء الأمة، والبلاد لن تنسى أبدا خدماته».

ووصف زعيم المعارضة شهباز شريف وفاته بأنها «خسارة فادحة للوطن»، مغردا: «فقدت الأمة اليوم خيّرا حقيقيا خدم الوطن بالقلب والروح».

وأعلن وزير الداخلية شيخ رشيد أحمد للصحافيين أن العالِم دُفن «بمراسم الشرف الكاملة»، إذ حضر جميع وزراء الحكومة وكبار المسؤولين في القوات المسلحة مراسم جنازته، وحضر آلاف الأشخاص جنازة خان.

وتم بث صلاة الجنازة على الهواء مباشرة، عبر محطات البث الوطنية والخاصة.

واكتسب خان مكانته كبطل قومي في مايو 1998 عندما أصبحت جمهورية باكستان الإسلامية رسمياً قوة عسكرية ذرية، وذلك بفضل اختبارات أجريت بعد أيام قليلة من الاختبارات التي أجرتها الهند.

بعد ذلك، وجد نفسه في قلب جدل، واتهم بتسريب تقنيات لإيران وليبيا وكوريا الشمالية، ووضع قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد منذ عام 2004. وأقر بذنبه في ذلك العام، بعدما وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، العلماء الباكستانيين في صلب «سوق سوداء ذرية». وبعدما منحه الحاكم العسكري للأمة برويز مشرف عفوا، وضع رهن الإقامة المراقبة لمدة 5 سنوات. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس عام 2008، قال خان: «أنقذت البلاد لأول مرة عندما جعلت باكستان دولة نووية، وأنقذتها مجدداً عندما اعترفت بالذنب وتحملت كل اللوم».

وفي 2009، قضت محكمة بإنهاء وضعه رهن الإقامة المراقبة، ومنحه بعض الحرية في التنقل بالعاصمة، لكن تحت حراسة شديدة من السلطات التي كان مجبرا على إبلاغها بكل تحركاته.