قال كبير الاقتصاديين السابق لمجموعة تشاينا إيفرغراند غروب China Evergrande Group، إن المطور المحاصر تجاهل تحذيراته المتكررة لخفض الديون ووقف خططه للتنويع في أعمال جديدة.

وأوضح، رن زيبينغ، أحد الاقتصاديين الأعلى أجراً في الصين، والذي غادر «إيفرغراند» في وقت سابق من هذا العام، إنه غالباً ما كان يتعرض لانتقادات داخلية بسبب اقتراحاته، وفقاً لما ورد في منشور على حسابه على منصة التواصل Wechat.

Ad

وجاء منشور رن بعد تعليقات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أنه كان جزءاً من عملية صنع القرار، التي أدت إلى أزمة «إيفرغراند» المتفاقمة.

وقال رن أمس: «عندما انضممت، نصحت بتخفيض الديون وعارضت التنويع، وجهاً لوجه مع العديد من كبار المديرين التنفيذيين». لكن اقتراحي أثار انتقادات شديدة في اجتماع تنفيذي لاحق، واستمر النقد فترة طويلة. قيل لي إنني «أفتقر إلى الطموح» و«لا أعترف باستراتيجية شركة كبرى»، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ»، واطلعت عليه «العربية.نت».

ولم يستجب رن و«إيفرغراند» لطلبات الحصول على تعليق.

ولفت رن انتباه الجمهور عندما انضم إلى Evergrande في أواخر عام 2017 براتب سنوي يبلغ حوالي 15 مليون يوان (2.3 مليون دولار)، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية.

وبدأ بعض المطورين الصينيين أذرع البحث الداخلية في ذلك الوقت تقريباً للتنقل بسرعة في سياسات الملكية المتغيرة والمساعدة في وضع استراتيجية طويلة الأجل.

وبعد انضمامه إلى منصبه، ارتفعت نسبة الالتزامات إلى الأصول في «إيفرغراند» - وهي مقياس للرافعة المالية - بشكل حاد إلى 86.3 في المئة، كما قال في المنشور. بعد عدة أشهر، حذر الخبير الاقتصادي في تقرير داخلي من أن نزع فتيل المخاطر هو الأولوية الأولى والأهم للحكومة الصينية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وأنه لا ينبغي لأي شركة أن تراهن على تحول في السياسة.

وانضم رن إلى «إيفرغراند» خلال ذروة نشاطها، عندما تصدرت الشركة المطورة قطاع العقارات من حيث المبيعات، وكانت واحدة من أفضل الأسهم أداءً على مؤشر MSCI China.

وقبل توليه منصبه في Evergrande، كان خبير الاقتصاد الكلي واحداً من عدد قليل من مراقبي الصين الذين أطلقوا بشكل صحيح على دورة ازدهار وكساد الأسهم في البلاد في عام 2015. كما صنع اسمه بين مستثمري التجزئة من خلال توقعه في عام 2015 أن أسعار المنازل في مدن الدرجة الأولى سيتضاعف في غضون عقد من الزمان.

وبعد ذلك، قامت «إيفرغراند»، التي كانت بالفعل أكبر مطور محمل بالديون في العالم في ذلك الوقت، بعدة خطوات لإضافتها إلى كومة ديونها، بما في ذلك جولة لجمع الأموال بقيمة 130 مليار يوان من مستثمرين استراتيجيين ساهموا في أزمة السيولة في أواخر العام الماضي. وفي عام 2017، تشعبت في السيارات الكهربائية، وتعهدت في النهاية بالاستحواذ على شركة تسلا، التي أسسها إيلون ماسك، لتصبح أكبر شركة مصنعة للسيارات الكهربائية.

وفي محاولة لإبعاد نفسه عن هذه الاستراتيجيات، قال الخبير الاقتصادي إنه قضى معظم وقته في بكين، بعيداً عن مقر «إيفرغراند» في مدينة شينزين الجنوبية، ولم يشارك في صنع القرار الرئيسي للشركة.

واعتاد رن أن يكون باحثاً في مركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة قبل أن يعمل خبيرا اقتصاديا في Guotai Junan Securities Co.

وتستعد الأسواق المالية للمزيد من الأنباء السيئة حول شركة التطوير العقاري الصينية المتعثرة «إيفرغراند»، إذ يبدو أن الشركة قد تتخلف مرة أخرى عن سداد مدفوعات ديون بقيمة 148 مليون دولار.

وتخلفت أكبر مطور عقاري صيني بالفعل عند سداد جولتين من مدفوعات الفائدة في الشهر الماضي بقيمة 131 مليون دولار.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة «الغارديان»، فإن توقعات أن تسدد الشركة الدفعات نصف السنوية لسنداتها الخارجية المستحقة في أبريل 2022 وأبريل 2023 وأبريل 2024 تبدو ضئيلة.

وتشير التوقعات إلى أن «إيفرغراند» ستمنح الأولوية لجهات الائتمان الصينية، وتكمل بناء الـ1.6 مليون منزل التي حصلت على الأموال من أجلها.

وفي السياق ذاته، طلبت، أمس، شركة التطوير العقاري الصينية «مودرن لاند (تشاينا)» Modern Land (China) من المستثمرين الإذن بتأجيل سداد مدفوعات بقيمة 250 مليون دولار.

«مودرن لاند» الصينية تطلب تمديد سداد ديون

طلبت شركة تطوير العقارات مودرن لاند Modern Land الصينية، أمس، من حاملي ديونها تمديد 3 أشهر لسندات بقيمة 250 مليون دولار، من المقرر أن تستحق في وقت لاحق من هذا الشهر، لتجنب تعثر محتمل، حيث تستمر المخاوف في الدوران حول مجموعة تشاينا إيفرغراند المحاصرة، ومستويات ديون قطاع العقارات الصيني.

وقالت الشركة، التي تتخذ من بكين مقراً لها، إنها تسعى للحصول على موافقة حاملي السندات لتمديد استحقاق سنداتها البالغ عائدها 12.85 في المئة من 25 أكتوبر إلى 25 يناير، وسداد 87.5 مليون دولار من المبلغ الأساسي.

وتريد شركة Modern Land تمديد فترة الاستحقاق لتحسين «إدارة السيولة والتدفقات النقدية، وتجنب أي تقصير محتمل في السداد»، وفقاً لملف تنظيمي تم إيداعه في بورصة سنغافورة.

وقالت الشركة المدرجة في هونغ كونغ بشكل منفصل إن رئيسيها، تشانغ لي، وتشناغ بينغ، اتفقا على تقديم حوالي 800 مليون يوان (124 مليون دولار) في شكل قروض للمساهمين، مع توقع اكتمالها في شهرين إلى 3 أشهر.

وسينظر لي في تقديم دعم مستمر في الوقت المناسب، اعتماداً على الوضع المالي للمجموعة.

وقالت الشركة في ملف لبورصة هونغ كونغ: «إنه يوضح التزامه المستمر تجاه المجموعة وثقته التي لا تتزعزع في أعمال المجموعة وتطويرها»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الصين الجنوبية الصباحية»، واطلعت عليه «العربية.نت».

وانخفضت أسهم الشركة بما يصل إلى 1.1 في المئة في جلسة بعد ظهر أمس في هونغ كونغ.

ويأتي طلب تمديد سداد ديون مودرن لاند، على خلفية التخلف عن السداد المتوقع من قبل إيفرغراند، أكبر شركة لبناء المنازل في الصين من حيث المبيعات العام الماضي.