إسرائيل: سنحتفظ بـ «الجولان»... ونغيّر وجهها

لابيد يبحث في واشنطن «نووي إيران»... ومحادثات صعبة تنتظر بينيت في موسكو

نشر في 12-10-2021
آخر تحديث 12-10-2021 | 00:04
غاريد كوشنير وإيفانكا ترامب إلى جانب بنيامين نتنياهو وزوجته في الكنيست أمس  (رويترز)
غاريد كوشنير وإيفانكا ترامب إلى جانب بنيامين نتنياهو وزوجته في الكنيست أمس (رويترز)
تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بالاحتفاظ بمنطقة الجولان و«تغيير وجهها»، حتى لو تغيرت المواقف الدولية تجاه دمشق التي تشهد علاقتها بمحيطها العربي انفتاحاً لافتاً في الآونة الأخيرة، في حين يعقد وزير خارجيته يائير لابيد اجتماعات في واشنطن لبحث توسيع مسار «الاتفاق الإبراهيمي» للسلام و«نووي إيران».
في وقت تتحسب إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن بشأن الوضع القانوني للجولان التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على أن بلاده ستحتفظ بمرتفعات الجولان حتى لو تغيّرت المواقف الدولية تجاه دمشق التي تشهد علاقتها بمحيطها العربي انفتاحاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، بعد قطيعة وفتور بسبب تعامُل حكومة الرئيس بشار الأسد مع الانتفاضة الشعبية التي تحولت إلى حرب أهلية مستمرة منذ 10 سنوات.

وقال بينيت، في كلمة أمام مؤتمر حول مستقبل الجولان، إن الصراع السوري الداخلي «أقنع كثيرين في العالم بأنه ربما يكون من الأفضل أن تكون هذه الأرض الجميلة والاستراتيجية في أيدي إسرائيل، بدلا من أن تتحول إلى ساحة للقتل والصراع».

وأضاف: «لكن حتى في حال، كما يمكن أن يحدث، غيّر العالم موقفه من سورية أو فيما يتعلّق بالأسد، فإنه لن يكون لذلك تأثير على مرتفعات الجولان. مرتفعات الجولان إسرائيلية، انتهى الكلام».

وأردف قائلا: «هضبة الجولان غاية استراتيجية». وتابع: «بعد 6 أسابيع من الآن سنعقد جلسة حكومية بالجولان، حيث سنصادق خلالها على خطة وطنية للهضبة. ويتمثّل هدفنا في المضاعفة، ثم المضاعفة مجددا، لعدد سكان هضبة الجولان».

وأوضح: «نحن مصممون على مضاعفة عدد السكان وعلى إنشاء بلدتين جديدتين، وإيجاد فرص عمل، وضخ المزيد من الاستثمارات في البنى التحتية، حيث تضع الحكومة الموارد اللازمة لتحقيق هذا التصور، فنعمل حالياً على استكمال الخطة التي ستغير وجه الجولان».

وأكد بينيت أن إسرائيل «تتابع عن كثب، بل عن كثب جداً، ما يجري في سورية وعلاقتها بإيران»، وقال: «سنواصل العمل أينما لزم الأمر وكلما لزم الأمر، بشكل استباقي ويومي، من أجل طي الوجود الإيراني في سورية. فليس لديهم أي شأن بسورية، ولا بدّ للمغامرة التي يخوضونها على حدودنا الشمالية من أن تنتهي، مما سيضمن لنا ليس سلامة سكان هضبة الجولان فحسب، بل سلامة سكان إسرائيل أجمعين». وشدد بينيت على أن «موقفنا من قضية الجولان لا يتعلّق بالأوضاع في سورية».

ويأتي حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي اليمني المتشدد قبيل زيارة مرتقبة يقوم بها إلى روسيا بعد 10 أيام. ويتوقع أن يخوض بينيت مباحثات شاقة مع المسؤولين في موسكو لإقناع الحليف الرئيسي لدمشق بدعم مطالبته بإنهاء «تموضع الميليشيات الإيرانية بسورية».

وتتمثل المشقة في سعي بينيت لتمديد تفاهم غير معلن مع موسكو يسمح للدولة العبرية بمواصلة ضرباتها التي تستهدف تمركز الميليشيات الإيرانية الداعمة لدمشق، في حين يسعى «الكرملين» إلى توسيع تجربة ترميم العلاقات بين الأسد والأردن لتشمل دولا أخرى بالمنطقة، في ظل انصراف اهتمام الولايات المتحدة وانشغالها بملفات دولية أخرى.

وفي الصيف الماضي، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أن هضبة الجولان «جزء من إسرائيل»، مضيفاً أن من يحاول نشر شائعات حول توجّه إدارة بايدن لإلغاء اعتراف سلفه الجمهوري دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان «يضر بأمننا».

تنديد وتنفس

في المقابل، نددت السلطات السورية بتصريحات بينيت. وقال مصدر بوزارة الخارجية السورية إن «دمشق تدين بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول زيادة عدد المستوطنين في الجولان السوري المحتل».

وتأتي تلك التطورات عقب مؤشرات على أن دمشق بدأت تتنفس الصعداء»، بعد سنوات من القطيعة العربية «الخانقة»؛ إثر ظهور بوادر متباينة على انفتاح عربي من شأنه، بحسب خبراء، إعادة سورية إلى محيطها الإقليمي، رغم أن الغرب لا يزال يتحاشى التعامل مع الرئيس السوري ويحمّله مسؤولية سنوات الحرب الأهلية القاسية العشر في بلاده.

ومع أن الاتصال الهاتفي الأخير الذي جرى الأسبوع الماضي بين الأسد والعاهل الأردني الملك عبدالله، عزز الانطباع بانفتاح عربي مُعلن نحو دمشق، غير أن جرعات التطبيع العربي التي تلقّتها دمشق بدأت قبل ذلك، وتحديدا في نهاية 2018، إذ أعادت الإمارات والبحرين ودول عربية أخرى فتح سفاراتها، وانضمت إلى دول أخرى مثل مصر والأردن وعُمان والعراق والجزائر، التي لم تغلق سفاراتها بعد تجميد عضوية سورية بالجامعة العربية في نهاية 2011.

وأعربت دمشق، أمس الأول، عن ترحيبها بهذه الخطوات العربية، إذ أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن «التغير بالنسبة للعلاقة بين سورية ومحيطها العربي بدأ منذ زمن، وهذه التغيرات مرتبطة بالتطورات الدولية، التي أقنعت المزيد من الأشقاء العرب بأن التضامن والوقوف إلى جانب بعضهم بعضا، قد يساعد بعض هذه الدول على تجاوز الظروف الصعبة التي مرت وتمرّ بها».

مباحثات وخيبة

من جانب آخر، بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي زيارة إلى واشنطن يلتقي خلالها نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.

وتتضمن المباحثات الإسرائيلية - الأميركية «الملف النووي» الإيراني، حيث يرى مسؤولون كبار في تل أبيب ضرورة أن تتخذ الإدارة الأميركية خطوات أكثر صرامة تجاه طهران لحملها على العودة إلى طاولة المفاوضات في فيينا، لتقرير مصير الاتفاق المبرم عام 2015 ووقف تسريعها غير المسبوق لبرنامجها الذرّي. وذكر تقرير موسع لصحيفة هآرتس أن «خيبة الأمل» الإسرائيلية من توجّه الإدارة الأميركية بشأن استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني، آخذة بالتزايد في كلّ من المحافل السياسية والأمنية في تل أبيب.

كما تركز زيارة لابيد، التي يلتقي خلالها نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد برعاية إدارة بايدن، على بحث مستقبل «الاتفاقات الإبراهيمية» للسلام وسبل توسيعها.

back to top