الدعوة لحوار وطني (2)
رحب كثير من الكتل السياسية بالدعوة التي وجهها صاحب السمو أمير البلاد لإجراء حوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لمعالجة قضايا تهم السلطتين، وبكل تأكيد وجود الخلاف بين السلطتين وتحوله إلى صراع ونزاع بينهما كما حدث في العام الماضي سيعرقل عملية التنمية والإصلاح، فمن الصعوبة نجاح عملية التنمية والإصلاح في ظل هذا الصراع المضر لمصلحة الدولة وسمعتها، وهناك رأي يعتقد أن الدولة ليست بحاجة لإجراء أي حوار، فالدولة مستقرة ومتصالحة لكن هناك أشخاص أخطأوا في حق الدولة ورئيسها، وصدرت في حقهم أحكام تدينهم فيجب أن تكون للدولة هيبتها ويأخذ القانون مجراه.وينادي بهذا الرأي شخصيات تحب الكويت ومصلحتها، ومع احترامنا لهذا الرأي، وثقتنا الكبيرة فيمن يتبناه، إلا أننا نعتقد بأهمية الحوار، ولكي ينجح الحوار على كل الأطراف التمسك بأدب الحوار، ومن أهم آداب الحوار احترام كل طرف للآخر يقول تعالى: «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، أي بأدب واحترام وبأحسن طريقة وأفضلها، فلا تسيئوا إليهم ولا إلى معتقداتهم، ومن لا يعرف أدب الحوار فلا يحاور ولا يجادل، ويقول مخاطبا رسوله وموجها له: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، وقال موجهاً كلامه إلى موسى وهارون: «اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى».
هذه الطريقة هي التي أمر الله أنبياءه باتباعها، لكي يتمكنوا من نشر دين الله ويكسبوا خصومهم ويقللوا من أعدائهم، والتي اتبعها كثير من القادة والزعماء المخلصين والأذكياء، ونجحوا في كسب قضاياهم، أما الطريقة التي اتبعها بعض النواب في العام الماضي وما أثاروه من شغب فهي طريقة غير صحيحة نرجو ألا تتكرر، فقد أضرت بسمعة الكويت ونظامها الديموقراطي، كما علينا أن نتجاهل آراء المتشائمين الذين يضعون نظارة سوداء على أعينهم، ولا يبصرون أي مزايا في دولتنا، ويتناسون كيف نمت استثماراتنا الخارجية ووصلت إلى 1000 مليار واحتلت مركز ثالت دولة في العالم، نعم لا شك أن لدينا أخطاء وعلينا أن نتعاون في معالجتها.