أعربت روسيا عن قلقها من "محاولات لزعزعة استقرار الوضع الجيوسياسي في آسيا من جانب الهياكل العسكرية، والسياسية ضيقة الشكل، التي تعوق التعاون بين دول المنطقة".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا المنعقد في كازاخستان،أمس، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يسعى بعد مغادرة أفغانستان إلى إعادة نشر قواته في آسيا، إضافة إلى إرسال اللاجئين إلى المنطقة.

Ad

وتابع لافروف: "للأسف، لا تصبح التحالفات الجيوسياسية في المنطقة أقل تعقيداً، مما يعوق انتقالها إلى نظام منسق للتعاون والتكامل الشامل متعدد الطرف، نرى محاولات متعمدة لتسخين الموقف، بهدف تقويض الآليات القائمة للتفاعل المتبادل بين الدول".

وأشار إلى أن "الهياكل الضيقة حصرية التكوين والكتل العسكرية التي تعمل وفق منطق الحرب الباردة وسياسة الاحتواء، تساهم في زعزعة استقرار الوضع في آسيا".

على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن بلاده ترفض الاتهامات الأميركية التي تزعم استخدامها توريد الغاز كسلاح.

وأكد ريابكوف، في مقابلة مع "هيئة الاذاعة البريطانية" BBC، أمس، أن روسيا كانت وستظل مورداً موثوقاً للغاز إلى أوروبا، مشيراً إلى استعداد بلاده للعمل مع الاتحاد الأوروبي من أجل تجنُّب ارتفاع أسعار الطاقة، مثلما حدث أخيراً.

وكشف أن شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" بدأت في استخدام مخزوناتها لضخ مزيد من الغاز الطبيعي في شبكة خطوط الأنابيب لكبح ارتفاع الأسعار.

وأوضحت جمعية مشغلي البنية التحتية للغاز في أوروبا، أن "غازبروم" ضخت الغاز من منشأة تخزين في هايداخ بالنمسا ليوم واحد في 7 أكتوبر الجاري بعد ارتفاع أسعار الغاز إلى مستوى قياسي.

من ناحية أخرى، صرّح النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، السيناتور فلاديمير جباروف، أمس، بأن "الأراضي الروسية غير قابلة للتجزئة"، مؤكداً أن "حدود الاتحاد الروسي لا تخضع للمراجعة".

وفي تعليقه على تصريح رئيس الوزراء الياباني الجديد، فوميو كيشيدا، حول امتداد سيادة طوكيو إلى جزر الكوريل الجنوبية قال جباروف: "إنه خطاب تظاهرة في جلسة استماع بالبرلمان يهدف إلى تهدئة المجتمع والأحزاب السياسية اليابانية"، مشيراً إلى أن "أي تعدّ على أراضينا سيعتبر عدواناً علينا".

كما عبر السيناتور الروسي عن أسفه من أن التصريحات اليابانية من هذا النوع لا تحسن العلاقات الروسية ــ اليابانية.

وفي وقت سابق، صرح كيشيدا أثناء مناقشات في البرلمان بأن سيادة اليابان تمتد بما في ذلك إلى جزر الكوريل الجنوبية.

وقال: "يجب تسوية مسألة الأراضي، وعدم تركها للأجيال القادمة".

وتطالب اليابان بجزر شيكوتار وكوناشير وإيتوروب وهاموباي، اعتماداً على اتفاقية ثنائية حول التجارة والحدود وقعتها مع روسيا في عام 1855.

وحولت طوكيو مسألة إعادة هذه الجزر إلى شرط لتوقيع معاهدة سلام مع روسيا لم يتم توقيعها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.