عن الاغتراب البيئي... وحشية الرأسمالية ونفايات الطعام
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
بالطبع لا، ومع احترام اللوجستيات والتوزيع الجيوغرافي لنفاية الطعام نجد أن المشكلة ما زالت موجودة بل في تزايد ملحوظ، فكبرى الشركات تستأثر بطبيعة الحال بالأرباح ولكنها "تستخسر" في الجياع بقايا الأطعمة، ولها رغبة حقيقية في حرمان الشعوب من الاستفادة من فوائض الطعام والأغذية التي تباع، وكل ذلك طبعا من أجل الاستئثار بفائض القيمة الناجم من عملياتها، فالطعام المجاني "لا يربي الزبون"!! وفي معقل الرأسمالية تحديداً في الولايات المتحدة الأميركية ورغم إعلان كبرى شركات الأطعمة والأغذية سياساتها الخضراء وتحمل مسؤولياتها المجتمعية تجاه الفقراء، نجد أن قرابة الـ40 مليون مواطن أميركي هم في الواقع مهددون بقوت يومهم على مستوى الغذاء، كما نجد ونسمع عن قصص أكثر وحشية فيما يخص طرد موظفين في سلسلة مطاعم كبيرة ومعروفة حول العالم فقط لأنهم وزعوا ما تبقى من طعام في آخر الليل على الفقراء ممن يحتاجونه. للأمر اتصال أيضا بمسألة استغلال الموارد البيئية والثروات الطبيعية كذلك، فمن المتعارف عليه أيضا أن إنتاج الأطعمة سواء من المصانع أو إنتاج المواد الحافظة لها، أو حتى الاستغلال الزراعي على مستويات كبرى للشركات، مضر جداً بالبيئة ويؤدي إلى استنزاف موارد طبيعية كانت تشكل شيئاً من التوازن الطبيعي في الحياة. إن أردتم عدالة في التوزيع وتقسيماً عادلاً للثروات بحيث تضمحل نسبة الجياع تدريجيا، وجب عليكم الوقوف عند الإنتاج والمخلفات الناجمة عن نفايات الطعام!! على الهامش: انتقادك للوضع الراهن ليس ازدراء للنعم كما يروج له البعض، بل هو حق مشروع لتعديل وضع "مائل" وجب الوقوف عليه وانتقاده.