قتلى في إطلاق نار ببيروت مع تصاعد التوتر بشأن تحقيق المرفأ
قتل ما لا يقل عن ستة من الشيعة بلبنان اليوم الخميس فيما وصفته السلطات بأنه هجوم على محتجين كانوا متجهين للمشاركة في احتجاج دعت له جماعة حزب الله للمطالبة بعزل قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.واتهمت جماعة حزب الله وحليفتها حركة أمل الشيعية حزب القوات اللبنانية المسيحي بشن الهجوم الذي وقع عند أحد خطوط التماس في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 1975 واستمرت حتى 1990.ويمثل إطلاق النار أسوأ عنف مدني تشهده بيروت منذ 2008، ويلقي الضوء على عمق الأزمة السياسية المتعلقة بالتحقيق في الانفجار الكارثي الذي وقع في الرابع من أغسطس 2020 ويقوض جهود الحكومة لمواجهة أحد أبرز حالات الانهيار الاقتصادي في التاريخ.
وندد سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية بإطلاق النار قائلاً إن «السبب الرئيسي لهذه الأحداث هو السلاح المتفلت والمنتشر والذي يهدد المواطنين في كل زمان ومكان».وفي مشاهد تعيد إلى الأذهان الحرب بثت قنوات التلفزيون المحلية مقاطع لطلقات رصاص ترتطم بالمباني وترتد عنها وأشخاص يهرولون بحثا عن مكان للاختباء.وقال مصدر عسكري إن واحدة من الضحايا امرأة أصيبت بطلق ناري أثناء وجودها في منزلها، مضيفا أن جميع القتلى حتى الآن من الشيعة.وقال شاهد من «رويترز» إن المدرسين في مدرسة قريبة طلبوا من الأطفال الاستلقاء ووجهوهم إلى الأرض وأيديهم على رؤوسهم.وقال الجيش اللبناني في بيان إن إطلاق النار استهدف المحتجين أثناء مرورهم عبر ساحة الطيونة الواقعة في منطقة فاصلة بين الأحياء المسيحية والشيعية.وذكر مصدر عسكري أن إطلاق النار بدأ في منطقة عين الرمانة ثم تحول إلى تبادل لإطلاق النار.وقال وزير الداخلية بسام المولوي إن قناصة فتحوا النار واستهدفوا رؤوس الناس، مضيفاً أن جميع القتلى من طرف واحد في إشارة إلى الطائفة الشيعية.وقالت جماعة حزب الله وحليفتها، حركة أمل الشيعية، إن مسلحين أطلقوا النار على محتجين من أسطح مبان في بيروت اليوم الخميس مصوبين النار على رؤوسهم في هجوم قالتا إنه استهدف «جر البلد لفتنة».
رئيس الوزراء يدعو إلى الهدوء
وتقود جماعة حزب الله دعوات مطالبة بعزل قاضي التحقيقات طارق بيطار، متهمة إياه بالتحيز.وأمس الأربعاء رفض سمير جعجع المعارض المسيحي لحزب الله ما وصفه بأنه أي خضوع «للترهيب» من جانب الجماعة، داعياً اللبنانيين إلى الاستعداد لإضراب سلمي إذا حاول «الطرف الآخر» فرض إرادته بالقوة.ودعا رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إلى الهدوء، في حين انتشر الجيش بكثافة في المنطقة قائلاً إنه سيطلق النار على أي مسلح في الطريق.وقال شهود من «رويترز» إن دوي إطلاق النار ظل مسموعاً لساعات فضلاً عن عدة انفجارات نتجت عن إطلاق قذائف صاروخية في الهواء. ويريد بيطار استجواب عدد من كبار السياسيين ومسؤولي الأمن، ومنهم حلفاء لحزب الله، بسبب الإهمال الذي أدى إلى انفجار المرفأ الذي تسببت فيه شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم.ونفى جميعهم ارتكاب أي جريمة.وعلى الرغم من أن التحقيق لا يشمل أياً من أعضاء حزب الله فإن الجماعة تتهم بيطار بإجراء تحقيق مسيس يركز على ناس معينة فحسب.ومن بين هؤلاء بعض أقرب حلفاء حزب الله ومنهم شخصيات بارزة في حركة أمل الشيعية كانوا يشغلون مناصب وزارية.وأوضحت وثائق أن محكمة لبنانية رفضت اليوم الخميس أحدث دعوى بحق بيطار، مما يسمح له باستئناف العمل.وأحداث اليوم هي الأسوأ منذ 2008 عندما نشبت اشتباكات بين أنصار الحكومة التي يقودها السنة ومسلحين موالين لحزب الله التي خرج أفرادها إلى الشارع حتى تراجعت الحكومة عن قرارات تؤثر على الجماعة منها اتخاذ خطوات ضد شبكة اتصالات تديرها.