بعض الأطراف المنزعجة من عمليات الحوار ومحاولة ترميم ما تبقى من أمل لعلاج الأمراض المستعصية لدينا واستئصال السرطان المتفشي بدأت بضرب الإصلاحيين وتحويل القضية إلى أشبه بالتخوين والخروج عن إطارهم الأعوج، لأنهم لا يريدون الاستقرار ومعالجة قضايانا خوفاً من أن يختفوا من المشهد والأكشن الذي اعتادوا عليه بالظهور في بطولات وهمية للضحك على المتابع والمشاهد لأفلامهم المكشوفة وتصريحاتهم البالونية ومفرقعاتهم الهوائية والهرج والمرج الذي يعتاشون عليه، فليس لديهم أهداف أو قضايا حقيقية من أجل الوطن والمواطن بقدر محاولاتهم المستمرة للخروج ببطولات مصطنعة، خصوصا أن بعضهم أصبح مريض أضواء واختلاق أزمات والخروج عن المألوف لتطبيق المثل القائل "خالف تعرف"، وما إن يجد من يعترض توجهه وفكره حتى يبدأ عمليات الهجوم والتشويه والتجريح والضرب تحت الحزام بمساندة صبيانه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ممن يستمدون قوت يومهم من الأموال المشبوهة.ننتظر الوصول إلى حلول واقعية وخريطة طريق مستقبلية وسير الأمور في أجواء أكثر انسيابية لحين الانتهاء من الملفات المقترحة ووضع آلية واضحة المعالم يمكن تطبيقها على أرض الواقع بعيداً عن أي تلاعب أو الخروج عما هو متفق عليه حتى لا نعود إلى المربع الأول في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبالتالي "لا طبنا ولا غدا الشر"، مقابل ذلك سيستمر مسلسل التصعيد والتلويح والتهديد والفر والكر وغيرها من الأمور التي نعيشها في كل دور انعقاد، علما أن نجاح الأطراف في هذا الحوار سيكون له قصب السبق في علاج الملفات الشائكة التي طال انتظارها. ولكن وفقا لكل ذلك فالمطلوب من هذه الأطراف أيضاً عدم الخروج عن المبادئ الدستورية أو الاستهانة في محاسبة السلطة التنفيذية حتى لا تسجل عليها نقاط ضعف والسماح للحكومة بالتهاون في قدرة المجلس على المحاسبة والرقابة والتشريع.
الكل ينتظر ويتابع ويترقب الإعلان عن الاتفاق، وما سيتم تطبيقه عمليا على أرض الواقع وما سيتم تنفيذه من السلطة التنفيذية وما ستؤول إليه التشكيلة الحكومية المقبلة، لأن الكثير من الاتفاقات كانت عبارة عن تصريحات غير قابلة للتنفيذ بسبب عدم الالتزام بما هو متفق عليه، وهو ما يزيد الطين بلة في العلاقة بين السلطتين في أكثر من أزمة.والاختبار الذي تخضع له السلطتان سيكون بمنزلة تقييم من غالبية الشعب لفحوى النتائج التي سيتم التوصل لها والتوصيات والحلول، خصوصاً أن الاختبار الأصعب سيكون لبعض النواب الذين عقدت الآمال عليهم في نقلنا من واقع إلى آخر وفي مدى تمسكهم بمواقفهم الوطنية من عدمه، وهل سينصدم الجميع بحقيقتهم أم لا يزال الرهان عليهم قائماً؟!
مقالات - اضافات
شوشرة: اختبار الحوار
15-10-2021