ممثلون ومثقفون سودانيون يرثون الصديق
رثى ممثلون ومثقفون سودانيون المخرج الكويتي خالد الصديق، الذي قدم السينما السودانية للعالم عبر فيلم "عرس الزين"، وحاز عدة جوائز عالمية، حيث استذكر الممثل السوداني علي مهدي، الذي كان بطل الفيلم مناقب المخرج الراحل، مشيرا إلى أنه كان "شخصية ودودة وهادئة وصبورة تتمتع بثقافة عامة واسعة، أحبت واخصلت للسينما لأقصى حد".وأكد مهدي، في تصريح لـ"كونا"، أن الصديق ترك بصمة فنية مميزة في الإخراج جعلته إضافة حقيقية للسينما العربية، مشيرا الى انه "نجح في إخراج أهم فيلم سينمائي روائي كويتي طويل (بس يا بحر)، الذي اعتبر واحدا من أهم 100 فيلم عربي، إضافة إلى تقديم واحد من أهم الأفلام السودانية (عرس الزين) الذي عرف العالم بالسينما السودانية بعد أن وصل الفيلم إلى منصات عالمية مثل مهرجان كان السينمائي".وأضاف: "أجمل ما كان فيه تعامله الراقي خلف الكواليس ليس مع الممثلين وطاقم العمل فحسب بل حتى مع الجمهور الذي كان يحضر لمتابعة التصوير، وهو ما يكشف حقيقته كإنسان فريد"، لافتا الى ان المخرج الراحل أدى دورا كبيرا في توحيد الوجدان العربي وتعزيز التواصل الثقافي عبر أعماله السينمائية، وسأل المولى عز وجل له الرحمة والمغفرة، وأعرب عن تعازيه لأسرته ومعارفه ولأهل الكويت جميعا.
إضاءة مهمة
من جانبه، أعرب المنتج السينمائي السوداني طلال عفيفي عن الأسف لوفاة المخرج الكويتي الصديق، وقدم خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة الفقيد. وتطرق عفيفي، خلال تصريحات لـ"كونا"، إلى أعمال المخرج الراحل، مؤكدا أن فيلم "عرس الزين"، مثل "اضاءة مهمة حول إمكانية نجاح صناعة السينما في السودان، سواء من حيث الموضوع أو المكان والإمكانات البشرية".عمل بصري
بدوره، ذكر الكاتب والأكاديمي أحمد الصادق، في تصريح لـ"كونا"، أن مبادرة الصديق لإنتاج وإخراج الفيلم السوداني (عرس الزين) في منتصف سبعينيات القرن الماضي كانت تنطوي على الكثير من الجرأة، موضحا أن ذلك ظهر بوضوح من خلال اختيار نص عميق مثل رواية "عرس الزين" للكاتب السوداني الطيب صالح وتحويله إلى عمل بصري.وأضاف الصادق "انها جرأة تاريخية في حسباني من شاب في اختيار ذاكرة لا يعرف عنها شيئا لإخراج فيلم عبر طاقم سوداني"، مشيرا الى أن الفيلم مثل علامة فارقة في تطور صناعة الفيلم السوداني وبوابة لخروج الممثلين السودانيين في ذلك الوقت للعالمية.وشارك فيلم عرس الزين، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، في حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ51 في أبريل 1979 لأفضل فيلم كتب بلغة أجنبية لكنه لم يحصل على الترشيح، ونال الجائزة الذهبية الأولى بمهرجان أوهايو بالولايات المتحدة 1980، كما نال الجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي في مهرجان اثينا 1980، إضافة إلى عدة جوائز في تايوان وإندونيسيا، بجانب المشاركة في مهرجان كان 1976.