حوار كيميائي: القدرة والشفافية أهم معايير اختيار رئيس مؤسسة البترول
![د. حمد محمد المطر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/26_1680392039.jpg)
إن الخلفية التقنية هامة للمرشح لهذه الوظيفة القيادية الهامة، ومع ذلك لا تكفي وحدها، فكثير من الشخصيات ذات الخلفيات التقنية يكون وجودها ضرورياً ومفيداً في كثير من المواقع التي تتطلبها إدارة الثروة النفطية، لكن لا تكفي لقيادة مؤسسة بهذا الحجم وهذه الأهمية، فلابد أن يكون من ذوي الخبرة الاقتصادية والمالية ليستطيع قيادة المؤسسة وتحقيق أولوياتها وفق هذه الرؤية. إضافة إلى قدرته على دمج المنظمة وشركاتها التابعة في خط أدنى مشترك بالميزانية العمومية.ومن أهم المعايير، التي يجب توافرها، قدرة المرشح على نقل مؤسسة البترول إلى القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك استيعاب المتغيرات التكنولوجية، والعبور بالمؤسسة خلال المتغيرات الإقليمية والدولية، فهذا القرن هو قرن التحديات في سوق الطاقة - سياسياً واقتصادياً - وكل ما يمكن أن يؤثر على أداء المؤسسة وتطورها ووجودها العالمي يؤثر مباشرة على الكويت كدولة ومجتمع، باعتبار أهمية الثروة النفطية التي تديرها المؤسسة كما ذكرنا.يضاف إلى هذه المعايير الجانب الشخصي المتمثل بالقدرة القيادية، أو "الكاريزما"، ليتمكن من قيادة منظمة بهذا الاتساع تضم قطاعات صناعية متنوعة، في كل المراحل - التمهيدية والمتوسطة والنهائية - وإدارة أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين. وأخيراً، الشفافية وتحقيق متطلبات الحوكمة، وقدرة الرئيس على مساءلة مرؤوسيه وقيادات الشركات التابعة، وخضوعه مع إدارته للمحاسبة والمساءلة عن أداء المؤسسة في الإنتاج والتكلفة ونظام إدارة الموارد.لا شك في أن هناك الكثير من المعايير الأخرى، التي يجب توافرها فيمن سيرأس مؤسسة بهذه الأهمية، لكن ما ذكرناه هو المعايير الأساسية التي في حال غيابها أو بعضها لن يكون الاختيار موفقاً، ولن تستطيع معه المؤسسة عبور التحديات، وسينعكس ذلك على قدرة الدولة اقتصادياً ومالياً.***«Catalyst» مادة حفازة:مؤسسة نفطية + سلعة يتيمة = اختيار بميزان الذهب