إيران تطلب من الصين طائرات حربية حديثة
خيّرت بكين بين بيعها سلاحاً نوعياً لطهران أو تسديد ديون بـ 30 مليار دولار
علمت «الجريدة»، من مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، أن الوزير حسين عبداللهيان أكد، في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي، أمس الأول، استعداد إيران للبدء بتنفيذ «الوثيقة الشاملة للتعاون» الاستراتيجي والتجاري، الموقعة بين البلدين مدة 25 عاماً، والمعروفة بـ «صفقة ربع القرن»، وطلَب من بكين بيع طهران طائرات حربية قاذفة ومقاتلة من الجيل الجديد.ومع مرور عام بالتمام على رفع حظر السلاح الأممي عن إيران، بعد فشل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تمديده، كشف المصدر أن البحث بين الوزيرين شمل أيضاً مساعدة الصين لإيران، وفق الاتفاق المذكور، على تطوير ترسانتها الصاروخية ومنظمات دفاعاتها الجوية والبحرية، لافتاً إلى أنه تقرّر سفر مستشارين عسكريين إيرانيين إلى الصين، الأسبوع المقبل، للتنسيق بشأن طلبات طهران لشراء أسلحة صينية الصنع، وتكنولوجيا لتطوير الصواريخ الإيرانية، بما أن طهران مهتمة بشكل خاص بتكنولوجيا تعتقد أن بكين تمتلكها لتصنيع صواريخ كروز ضخمة لا تكشفها الرادارات ويزيد مداها على 2000 كيلومتر.وقال إنه جرى خلال الاتصال التطرق لموضوع الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا، وأن وزير الخارجية الصينية أكد لعبداللهيان استعداد بكين لزيادة مشترياتها من النفط الإيراني، على الرغم من ضغوطات واشنطن.
وكان عبداللهيان قال، الأسبوع الماضي، إن طهران لا تريد أن تقع أسيرة لبكين وموسكو. وبحسب المصدر، فإن التقديرات تشير إلى أن بكين تدين لطهران بما يصل إلى نحو 50 مليار دولار، تم الاتفاق على أن يُدفع 20 ملياراً منها على شكل بضائع صينية، والباقي نقداً. وفي السابق، كانت بكين تحول أقساط هذا المبلغ (30 ملياراً) إلى طهران عبر مصارف في عدة دول إقليمية، لكن بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها بعض دول المنطقة، وانهيار العملات المحلية أمام الدولار، طلبت طهران وقف هذه الدفعات، مما أدى إلى ارتفاع كبير مفاجئ بسعر صرف العملة الأجنبية في إيران.ويقول المصدر إن بكين تدخلت بشكل مباشر لمساعدة حكومة إبراهيم رئيسي في وقف تهاوي سعر صرف العملة الصعبة، وبالتالي انهيار الاقتصاد الإيراني مع انطلاقة العهد الجديد.لكنه يشير إلى أن ما تحتاج إليه إيران حالياً ليس العملة الصعبة بشكل نقدي، لأن النقد يغطي نحو 15% من حاجتها، ويمكن استخدامه بنسبة صغيرة معينة من قبل حامليه، بينما 85% من حاجة البلاد هي العملة الموجودة في حسابات رسمية بالمصارف، والتي يمكن استخدامها لاستيراد البضائع، عبر التجار، وفتح اعتمادات تجارية على أساسها. وأضاف المصدر أن أحد الأمور المطروحة حالياً، هي زيادة استيراد السلع والخدمات من الصين، وخصوصاً تأمين حاجة إيران من الأسلحة النوعية، وفي مقدمتها الطائرات الحربية، أو تحويل قسم من هذه الأموال إلى روسيا مقابل شراء مقاتلات وقاذفات روسية الصنع.