وجهت الولايات المتحدة ضربة مؤلمة إلى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، بتسلّمها من جمهورية الرأس الأخضر رجل الأعمال الكولومبي من أصل لبناني، أليكس صعب، الموصوف بأنه رجل «حزب الله» في أميركا اللاتينية، و«ذراع مادورو الخاصة» وكاتم أسراره المالية، ومهندس علاقاته الخارجية، خصوصاً مع إيران.

وأعلنت وزارة العدل الأميركية في بيان أنه يفترض أن يمثل صعب أمام محكمة في فلوريدا اليوم، شاكرة لحكومة الرأس الأخضر مساعدتها في هذه «القضية المعقدة».

Ad

وتتهم الولايات المتحدة صعب (49 عاما) بإدارة شبكة واسعة سمحت للزعيم الاشتراكي نيكولاس مادورو ونظامه بتحويل مساعدات غذائية مخصصة لفنزويلا لصالحهم.

وتتهم واشنطن، صعب أيضاً بغسل أموال، وتتابع تحقيقات فيدرالية أميركية أنشطة يقوم بها صعب ترتبط بعمليات تمويل لـ «حزب الله» اللبناني الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية.

وتشير المعلومات إلى أن صعب هو رجل «حزب الله» في أميركا اللاتينية، حيث يشرف على عمليات غير مشروعة هدفها توفير الأموال لتمويل أنشطة الحزب.

واستفاد صعب أيضاً، من شبكة شركات وهمية، كان يتعامل عبرها مع مختلف المسائل التجارية للنظام الفنزويلي، منها التفاوض على شحن خزانات وقود من إيران، جمع خلالها ثروة بمليارات الدولارات. واعتقل الإنتربول الدولي صعب في مطار «الرأس الأخضر» منتصف يونيو 2020، حين كانت طائرته تتزود بالوقود، وكان وقتها في طريقه إلى إيران، للتفاوض بشأن صفقات بينها وبين فنزويلا، منها استبدال الذهب ببنزين إيراني، وفق تقرير ورد في يونيو الماضي بموقع «أحوال تركية» الإخباري.

كما أورد الموقع، أن صعب أسّس آلية معروفة منذ 2018 بشعار «الذهب مقابل الغذاء» بين كاراكس وأنقرة وطهران، تم بموجبها شحن ذهب فنزويلي إلى تركيا بما قيمته 900 مليون دولار، وفي المقابل أصبحت أنقرة المزود الغذائي الرئيسي لفنزويلا بمواد غذائية حيوية.

ويشتبه بأن صعب وشريكه ألفارو بوليدو المتهم أيضا بغسل الأموال، حوّلا 350 مليون دولار من فنزويلا إلى حسابات أجنبية يملكانها أو يسيطران عليها. ويواجه الرجلان عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاما.

وردت فنزويلا، التي منحت صعب الجنسية ولقب «مبعوث خاص»، بغضب على تسليم صعب، وعلقت المحادثات مع المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في مكسيكو.

في المقابل، رحب الرئيس الكولومبي إيفان دوكي من جهته بتسليم صعب. وكتب على «تويتر»: تسليم أليكس صعب انتصار في مجال مكافحة تهريب المخدرات وغسل الأموال والفساد التي عززتها دكتاتورية مادورو.