شدد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على ضرورة أن يترجل أي مسؤول يخفق في عمله بمجال الرياضة عن منصبه، مشيرا الى ان الخلل في الرياضة الكويتية يعود إلى المنظومة المعمول بها لا إلى التشريعات.جاء ذلك خلال مؤتمر "سبل تطوير الشأن الرياضي وتطبيق الاحتراف" الذي عقد بمجلس الأمة أمس بمشاركة وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري ورئيس لجنة الشباب والرياضة النائب د. عبدالله الطريجي والمدير العام للهيئة العامة للرياضة حمود فليطح إلى جانب عدد من المتخصصين الرياضيين.
وجدد الغانم تأكيد أن مجلس الأمة على استعداد لدعم اي تشريع او مشروع بقانون تتقدم به الحكومة لاصلاح وتطوير الرياضة، مبيناً أن النظريات والرؤى التي طرحت في المؤتمر تحتاج إلى تطبيق وتحويلها إلى واقع عملي ملموس يستفيد منه الرياضيون. ورأى أن المشكلة ليست في التشريع "فمن كانوا في فريق رفع الإيقاف الرياضي الجائر والظالم على الكويت والذي تسبب في تأخرنا مراتب عديدة يتذكرون أننا عندما احتجنا لتشريع استطعنا في أقل من أسبوع إنجازه بالاتفاق مع (الفيفا) واللجنة الأولمبية الدولية".وأضاف: "إذا كان المطلوب تشريعاً لإنشاء أندية تجارية أو خصخصة أندية وما إلى ذلك فهناك تشريعات موجودة بالمجلس... وتستطيع الحكومة التقدم بمشروع قانون وهذا أيسر، ويكون مراجَعاً من قبل الجهات القانونية في الحكومة ولا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة في إقرار القانون بمجلس الأمة".
منظومة
وكشف الغانم ان "مشكلتنا هي إيجاد منظومة رياضية متكاملة وفق جدول زمني ونتائج محددة، بحيث إذا تحققت النتيجة استمر المسؤول في مكانه وإذا لم تتحقق يترجل عن موقعه ويأتي مكانه أحد الكويتيين الأكفاء".وأشار إلى أنه "في الدول المتقدمة رياضيا نجد أن هناك رؤية وجدولا زمنيا وأهدافا محددة معلناً عنها من قبل الأطراف المعنية ويعمل الجميع كفريق واحد للوصول إليها، فإذا تحققت تتم مساندتهم وإذا لم تتحقق تتم معالجة هذا الخلل سواء بالعنصر البشري أو بالعناصر المادية الأخرى".وتابع: "في هذا المؤتمر والتجمع المبارك أو الحلقات النقاشية التي تحدث عنها الوزير أو غيرها من الأنشطة المتعلقة بمحاولة إنقاذ الرياضة الكويتية يجب أن تكون هناك منظومة رياضية لها خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى تكون واضحة للجميع ويتم تطبيقها"، لافتاً الى ان "دول مجلس التعاون الخليجي انتقلت من المراكز الأخيرة إلى المنزلة المتقدمة التي كنا نتبوأها في السابق عندما كان لدينا نوع من التنظيم الذي لم يعد يتناسب مع العصر والوضع الحاليين".وقال الغانم: "كرياضي قبل أن أكون رئيسا لمجلس الأمة استفيد من كل كلمة تقال"، متعهدا: "يدي بيدكم ولن ندخر جهدا في أي شيء يمكن أن نقوم به في سبيل رفع شأن الرياضة الكويتية".احتراف
بدوره، أعرب وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري عن تطلعه الى احتراف كلي مبني على تشريعات وقوانين ولوائح تنظم الانتقالات وصندوق خاص للرياضيين.وكشف المطيري ان استراتيجية تطوير الرياضة جاهزة "ونحتاج فقط ان تحكّم من الرياضيين وسيكون اعلانها بكل شفافية لجميع الرياضيين في الاندية والهيئات الرياضية، وستكون هناك خطوات حثيثة لتحقيق الرؤية الجديدة".تحديات
وقال الوزير: "واجهنا تحديات كبيرة، ولكننا لن نستطيع تطوير المنظومة إلا من خلال تعاون الجميع، من جهات رياضية وقطاع حكومي ومجلس الأمة لتطوير البنية التشريعية"، مؤكداً أن "الهيئة العامة للرياضة لن تستطيع أن تحقق منفردة منظومة رياضية متكاملة... لا بد أن تكون هناك بيئة رياضية مستدامة من خلال شراكة الجميع".وفيما يخص تطبيق الاحتراف الكلي، أوضح أن "لدينا مراجعة متكاملة للاحتراف الجزئي حتى نصل إلى الاحتراف الكلي، والحكومة بصدد إجراءاتها بهذا الشأن من خلال لوائح منظمة".وأضاف المطيري: "سنعلن استراتيجية تطوير الرياضة خلال اسبوعين تقريبا والدعوة موجهة لجميع الرياضيين"، موضحاً أنه تم عقد حلقة نقاشية خاصة بالنساء الرياضيات "وخصصنا 46 في المئة مشاركة لهن، وتم تضمين العنصر الرياضي في الاستراتيجية الجديدة للرياضة، ولا تمييز في الرياضة بين العنصرين النسائي والرجالي، اضافة لذوي الاحتياجات الخاصة".وذكر أن هناك شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والحكومة من خلال تطبيقات جديدة لحجز الملاعب دعما للرياضيين "والذي أخّرنا كورونا فقط، ولدينا شراكات مع المنظمات العالمية الرياضية المحترفة لنسخ التجارب العالمية وتوطين مناهج رياضية لتطبيقها في المدارس والاتحادات المدرسية".حلم طال انتظاره
أما النائب د. عبد الله الطريجي، فأكد أن "هدفنا المنشود سيتحقق متى ما تحقق التعاون بين مجلس الأمة والحكومة، وبتكاتف كافة المؤسسات والهيئات الرياضية والمعنيين بالرياضة، وخير دليل على ذلك ما حدث عند رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية".وقال الطريجي إن هذا المؤتمر يأتي "إيمانا منا بأهمية النهوض بمستوى الرياضة ورغبة في تحقيق حلم طال انتظاره، وهو عودة رياضتنا إلى مكانتها الطبيعية إلى الانجازات ومنصات التتويج".وعقب: "تراجعنا كثيرا وبشكل مخيف حتى أصبح الجميع يتساءل ماذا حل بالرياضة الكويتية؟ وما سبب الاخفاقات المتكررة؟ وما سبب غياب الرغبة والطموح لتطوير الرياضة وإصلاح الخلل؟".