معركة إدلب قد تعيد إيران إلى الشمال السوري
في حين لا يزال قائد «فيلق القدس» اللواء اسماعيل قآني يتنقل بين سورية والعراق ولبنان، ووسط تقارير إسرائيلية عن تخفيض إيران وجودها العسكري في سورية إلى النصف، قال مصدر إيراني رفيع، إن انتكاس المفاوضات الروسية ـ التركية حول شمال سورية قد يعيد طهران إلى اللعبة. وكشف المصدر، أنه في وقت تصرّ موسكو على طهران بعدم الوجود في الجنوب السوري، طلبت روسيا ومسؤولون سوريون الأسبوع الماضي من طهران، زيادة قواتها على الأرض شمال سورية في إطار استعدادات لـ«معركة إدلب».وأوضح المصدر أنه رغم لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا للقاء بوتين ومحاولات التوصل إلى اتفاق حول شروط إنهاء الوجود التركي في سورية، فإن دمشق وموسكو رصدتا «تحركات مشبوهة» من أنقرة وتتخوفان من تعزيز تركيا قواتها في الشمال السوري بدل سحبها، لذلك فمن الضروري بدء عملية واسعة لفرض أمر واقع يسبق أي تحرك تركي.
وفند المصدر التقارير الإسرائيلية عن سحب إيران نصف عديدها من سورية بالقول، إنه تم بالفعل سحب عدد كبير من مقاتلي لواء «فاطميون» الذي يضم مقاتلين شيعة أفغان لإعادتهم إلى بلادهم، مضيفاً أن بعض فصائل «الحشد الشعبي» العراقي سحبت مقاتلين من سورية بسبب الانتخابات بشكل مؤقت، وأكد أن «الحرس الثوري» قام بزيادة قواته من الخبراء العسكريين في سورية، لكن القوات العسكرية المقاتلة المعروفة بـ «مدافعي الحرم» لم تتم زيادتهم وعاد بعضهم إلى إيران أخيراً للمشاركة في مراسم «أربعين الحسين» لكن سوف يعودون إلى سورية قريباً. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن طهران أبلغت دول الجوار أنها لن تتحمل أي وجود إسرائيلي قرب حدودها. وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده أمس، إن إسرائيل «تزعزع الأمن انطلاقاً من الدول الخليجية وصولاً إلى شمال إيران، وعلى دول المنطقة أن تحذر».من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس، إن المحادثات بين بلاده والسعودية تجري في أجواء إيجابية وتركز على القضايا الثنائية والإقليمية، بعد تصريح لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال فيه إن المفاوضات بين الطرفين جرت في أجواء ودية لكن لم يحدث اي تقدم. ومساء أمس الأول، أعلن المتحدث باسم الجمارك الإيرانية استئناف حركة الصادرات من بلاده إلى السعودية بعد انقطاعها كلياً على مدى سنوات بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.نووياً، أعلنت الناطقة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل أمس، أنه من غير المرتقب عقد أي لقاء مع الإيرانيين بعد غد في بروكسل حول استئناف المحادثات بشأن الملف النووي، بعد إعلان طهران زيارة للمفاوض الإيراني علي باقري.