العراق: قآني يفشل في جمع القوى الشيعية
انقسام بين الفصائل الخاسرة في الانتخابات... والصدر يقود مفاوضات التحالف
فشل قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» اللواء إسماعيل قآني في عقد اجتماع لجمع اللقوى العراقية الشيعية، حسبما أفادت مصادر إيرانية مطلعة «الجريدة»، في محاولة لتفادي حصول تصادم شيعي ـ شيعي بسبب نتائج الانتخابات التي جرت في 10 الجاري، وأسفرت عن خسائر قاسية للفصائل المتحالفة مع إيران. وقالت المصادر، إن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الفائز الأكبر في الانتخابات، رفض المشاركة في اجتماع لاحياء التحالف الشيعي الواسع، لكن الأمر لم يقتصر عليه، فقادة فصائل محسوبة على طهران رفضوا كذلك التجاوب مع دعوة قآني، وسط تقارر عراقية تتحدث عن شرخ بين الفصائل بين مؤيد للتهدئة ودعاة التصعيد. وأشار المصدر إلى أن أحد أسباب خروج قادة الفصائل من عباءة قآني هو أنهم وبعد أن حصلوا على حصص ومناصب سياسية في الداخل العراقي بات بإمكانهم تأمين ميزانيتهم من الداخل وبسبب الظروف الصعبة الذي يواجهها «فيلق القدس» في تأمين الدعم المالي لهذه المجموعات، فإن بعضاً لم يعد ينصت لطهران إلا إذا كانت النصيحة تصب مباشرة في مصلحته.
ومع تسارع الأحداث، نحو مزيد من التصعيد والانزلاق الى مواجهة في الشارع، طالب الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، الجهات المعترضة على نتائج الانتخابات بالتزام الأطر القانونية وعدم التعرّض للأمن العام والممتلكات، محذّراً من أن العراق «يواجه تحديات جسيمة في ظرف دقيق يستدعي توحيد الصف الوطني وتغليب لغة الحوار، والانطلاق نحو تلبية الاستحقاقات وتطلعات الشعب».وبالتزامن مع تصريحات جرى تداولها لصحافي عراقي مقرّب من «الحشد» لوّح فيها بخيارات عسكرية للاعتراض على النتائج، اعتبر صالح، في بيان، أن «احترام الدولة ومؤسساتها والحفاظ على المسار الديموقراطي السلمي أمانة تضحيات الشعب على مدى عقود من الاستبداد والاضطهاد والعنف، وأمانة التضحيات الجسام لقوات الأمن البطلة، من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة».وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد رفض خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي في الأعظمية أمس الأول «سياسة الابتزاز والتدليس»، ودعا إلى ضرورة «تجاوز الخلافات، والعمل على إعادة ثقة المواطنين بالعمل السياسي».ولليوم الثاني، نشرت السلطات، أمس، قوات إضافية في الشوارع والساحات العامة وفي محيط المنطقة الخضراء، تحسباً للتظاهرات الاحتجاجية للكتل والأحزاب الشيعية التي أخفقت في الانتخابات. ومع اقتراب التظاهرة المركزية لتحالف الفتح، بقيادة هادي العامري، الذي خسر ثلثي مقاعده، من ساحة الطابقين للتنديد بالمفوضية العليا للانتخابات، والاعتراض على النتائج، أغلقت قوات الأمن والفرقة الخاصة المنطقة الخضراء، ولم تسمح بالدخول إلّا لمن يحمل تصريحاً.في المقابل، أعلن آمر لواء الوعد الصادق، التابع للحشد الشعبي، محمد التميمي، أمس، عن اعتصام مفتوح أمام كل بوابات المنطقة الخضراء، حتى «تنفيذ أمرين مهمّين، الأول: إلغاء الانتخابات بصورة كاملة، والثاني: تنحّي الكاظمي عن الحكم، وتسليم الإدارة لرئيس السلطة القضائية فائق زيدان». وفي إطار التصعيد المستمر، اعتبر الأمين العام لـ «كتائب حزب الله ـ العراق» أبو علي العسكري الانتخابات «عملية احتيال وخداع تستدعي محاكمة الكاظمي بتهمة الخيانة العظمى والتواطؤ مع الأعداء للتزوير»، مشدداً على حق التظاهر تحت حماية ومسؤولية الأجهزة الأمنية.وتحدث العسكري عن «مخطط أميركي وإقليمي ومحلي لاستبعاد ممثلي ثقافة الحشد الشعبي من البرلمان». وكتب، في تغريدة، «المقاومة قالت كلمتها، وبيّنت موقفها في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي، محذّراً من أن «الأمور ذاهبة إلى ما لا يُحمد عقباه».وفيما أعلنت المفوضية العليا أن تجاوز عدد الطعون في الانتخابات الـ1000 «لن يغيّر النتائج»، وصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى بغداد، أمس، للقاء شخصيات سياسية والإشراف على المفاوضات مع الكتل لتشكيل الحكومة المقبلة.وأكد الحزب الديموقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، أمس، أن لديه تقارباً مع الكتلة الصدرية، رغم عدم وجود أي اتفاق رسمي.من جهتها، أكدت حركة امتداد، المنبثقة عن تظاهرات 2019، امتلاكها رؤية واضحة لتشكيل الحكومة «بعيداً عن المحاصصة الطائفية والحزبية»، مشيرة إلى وجود تفاهمات مع المستقلين وكتل جديدة لتشكيل كتلة كبيرة، تضم أكثر من 70 نائباً.في السياق، هنأ المتحدث باسم «الخارجیة» الإيرانية، سعید خطیب زادة، حكومة الكاظمي والشعب والنواب العراقيين بنجاح الانتخابات، التي اعتبرها «شأنا عراقيا داخليا»، آملاً تشكيل حكومة جدیدة عبر التوافق.