حينما يختصم الأدباء!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
وقد عقّب الزيات على ما كتبه أحمد أمين:"إن آلام فرتر قصة عالمية لا يزال يقرأها ملايين من الفتيان والفتيات في جميع أمم الأرض، ولم نعلم أمةً من هذه الأمم حظرتها على الطلاب، لأنّ موضوعها حبٌ هائمٌ انتهى بالانتحار!وقد تُرجمت القصة إلى العربية منذ ثمانية عشر عاماً، وأعيد طبعها سبع مرات، وقرأها معظم المثقفين في البلاد العربية، ولم نسمع أن حادثة من حوادث الانتحار قد وقعت بسببها!أما "روفائيل"، فحبّه عذري، صوفي، لا نجد له مثيلاً في الكُتب، ولا في الطبيعة... أليس الأستاذ أحمد أمين هو نفسه، الذي طلب من وزارة المعارف أن تشتري هذين الكتابين لتُزود بهما مكتبات المدارس، وتمّ له ما أراد؟ لا أدري كيف يقول الأستاذ أمين: "لا نرى من الخير أن توضع مثل هذه الكُتب في أيدي الطلبة لناحيتها الأخلاقية؟*** • وجاء رد أحمد أمين على الزيات كالتالي:"إن اللجنة كتبت لوزارة المعارف عن جزالة أسلوب الكتابين، ونصاعة التعبير فيهما، وأشارت إلى قوة البيان الذي كُتبتا به.. لكنّ الوزارة وجدت أنه ليس من الخير أن توضع أمثال هذه الكُتب في أيدي الطلاب...فهل يرى الأستاذ الزيات أن اللجنة قد تجنّبته، أو أغمطتهُ حقه كأديب؟ أو مسّت شيئاً من مكانته في عالَم البيان؟ لا شيء من ذلك، لكنّه الحق قدّمته على كل اعتبار، وهل يُطالب المرء بأكثر من أن يعمل وفق ما يعتقده حقاً؟***لم يسكت الزيات، وكتب:"الذي يعرف أحمد أمين، ويعلم أخصّ ما يميّزهُ، يجده الضمير، وسلامة المنطق، سوف يدرك ما كابده من جهدٍ في إقناع نفسه بهذا الجواب... فالكُتب التي أجازها مثل "مطالعات العقاد" و"نظرات المنفلوطي" و"مختار البشري" و"ضحى الإسلام"، وغيرها من كتب مقررة على الطلاب، سيجدها سهلة الهضم عليهم، بينما كُتب الزيات شديدة عُسر الهضم على مَن يقرأها من الطلاب"!***واضح أن ما بينهما من خلافات، فوق ما ظهر من ثنايا السطور التي قرأناها، بدليل أن أحمد أمين أصدر مجلة ثقافية أطلق عليها عنوان "الثقافة"، لكي تنافس مجلة الرسالة التي كان الزيات يصدرها.