كشف عدد من أصحاب اتحادات نشأت خلال أزمة كوفيد 19 في قطاعات المطاعم والمصابغ ومختلف الأنشطة التجارية الأخرى أنه على الرغم من ترحيب الجهات الحكومية بتلقي مقترحاتهم، فإن صوتهم ليس دائماً مسموعاً، وغالباً ما تلقى تلك المقترحات مصيراً مجهولاً.وأفاد هؤلاء في تصريحات متفرقة لـ"الجريدة" بأن مجاميع مشكّلة غير رسمية أثّرت على عمل الاتحادات المشهرة رسمياً، عبر العمل بشكل فردي دون اللجوء إليها، لافتين إلى أن تلك المجموعات صُدمت بعدم ترحيب المسؤولين بهم، وإرجاعهم للتعامل معهم عبر الاتحاد الرسمي، مما يعني ضرورة عدم تشتيت الجهود، إلى جانب التعاون بين الاتحادات فيما بينها لإيصال القضايا المشتركة إلى مسؤولي الجهات الحكومية لتجد مزيداً من الدعم والتنفيذ.
وذكروا أنه على الرغم من كثرة الاتحادات المُنشأة حديثاً فإن مقترحاتها وقبولها يعتمدان على من يدير الاتحاد وعلاقته مع الحكومة والمسؤولين، معتبرين أن هناك من يسعى إلى تشكيل اتحادات للحصول على المناصب واستغلالها انتخابياً، مما يضرّ بأصحاب المشاريع بعدم الجدية في إدارة الاتحاد.وأكدوا أهمية الاتحادات من الناحية الاقتصادية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي، فالاتحاد يعتبر مظلة للجميع وفرصة لايصال الصوت بشكل حتمي، ففي الاتحاد قوة، شريطة أن يكون الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة فعالين، ويسعون إلى حل كل العقبات، وليس البحث عن المناصب.وأوضحوا أن تلك الاتحادات لا تلقى الدعم الكافي من الجهات الحكومية المختلفة لحل المشاكل، التي تتعرض لها أو تسعى إليها، مشيرين إلى وجوب أن تلقى مزيداً من الاهتمام والأخذ بأي مقترح أو تحل ما تتعرض له من مشاكل لدى تلك الجهات خصوصاً ما شهدناه خلال أزمة تفشي فيروس كورونا وطريقة تقديم تلك الاتحادات لمقترحات لتعالج لبّ المشكلة والخسائر التي تعرض لها منتسبوها.... وفيما يلي التفاصيل.أكد رئيس الاتحاد الكويتي للمطاعم والمقاهي والتجهيزات الغذائية فهد الأربش أن الاتحادات ليست كلها صوتها مسموع لدى الجهات الحكومية، لاسيما أن الأمر يعتمد على من يدير الاتحاد، ومن يتواصل مع الحكومة وعلاقته مع المسؤولين.وأوضح الأربش أن مقترحات الاتحادات تعتمد كذلك على التنسيق مع الجهات الحكومية، فدورها يكون منظماً للمنتسبين، أضف إلى ذلك عمر تأسيس الاتحاد، سواء كان جديداً أم قديماً، فالاتحادات وإن كانت مُنشأة بكثرة، فإنها عندما ترسل كتاباً لأي جهة يجب أن ترد عليك خلال أسبوعين، شريطة أن تكون مشهرة ومعلنة بالجريدة الرسمية حينها تتكلم بقوة أكبر.وأفاد بأنه ليس كل اتحاد مسموع له، فبعض الاتحادات الجديدة شهدنا بها وجود "صغار السن" يريدون المناصب للوصول إلى أهداف انتخابية أو مصالح مستقبلية.وعن دورها في أزمة كورونا السابقة، ومطالبها إن كانت بشكل منظم، أشار إلى أنه غير صحيح هذا الأمر، فلم يكن هناك تنظيم بين الاتحادات بعضها مع بعض، وأصبحوا يعملون كل بجهته، مما ضيع العمل للوصول إلى حلول ترضي أصحاب الأعمال.وبيّن أن هناك عقبات جديدة شهدناها بعدم دخول كافة المطاعم للانتساب في الاتحادات ليقوموا بتشكيل مجاميع تعمل لوحدها بصفة غير رسمية ويسمون اتحادهم غير الرسمي بممثلي أصحاب المطاعم ويتصرفون بشكل فردي في الذهاب إلى الوزارة المعنية، ليكتشفوا أنه لا توجد أذن مصغية لهم، ويفاجأوا بمخاطبة الحكومة لهم بضرورة التواصل معها عن طريق الاتحاد الرسمي.من جانبه، كشف رئيس مجلس إدارة "الاتحاد الكويتي لأصحاب المصابغ" جمال الأنصاري، أن المسؤولين في الجهات الحكومية بابهم مفتوح ويستمعون لصوتنا وصوت الشارع كما ننقله، لكنها لا تأخذ بمقترحات الاتحادات الاقتصادية المقدمة لحل العقبات دائماً.وبين الأنصاري، أن ردة الفعل مع الاقتراحات التي تقدمها تلك الاتحادات لا تشهد تفاعلاً قوياً في التنفيذ، رغم أننا دولة متقدمة وإذا طلبنا لقاء أحد المسؤولين نجد استقبالاً من قبلهم واعتزاماً في تقديم الدعم والمساعدة وفق استطاعتهم المتاحة.
يد التعاون
ولفت إلى اجتهاد المسؤولين الحكوميين ومد يد التعاون مع الاتحادات المنشأة حديثاً، لاسيما أننا نسعى نحن كاتحاد إلى تخفيف العبء عن أصحاب المشكلة المنضمين إلى اتحاد المصابغ أو غيرها من الاتحادات والمحاولة لتخفيف العبء على المصابغ أو أي شخص لديه مشروع.وبسؤاله عن نجاح الاتحادات خلال أزمة جائحة كورونا ودورها وفائدتها في تخفيف وطأة الخسائر، أكد أهمية وفائدة الاتحادات خلال الأزمات خصوصاً، وهو ما شهدناه على أرض الواقع، مشيراً إلى أن ما يتعلق بقطاع المصابغ في الكويت مختلف عن دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما أنهم لا يحتاجون إلى اتحاد، إذ إن نمط التجارة لديهم يختلف عن السوق المحلي الكويتي، فهناك الجميع يسعون إلى حل المشكلة الواقع بها صاحب أي مشروع الكل يقف معه، أما في الكويت يواجه أصحاب المصابغ أبواباً مقفلة قبل تأسيس الاتحاد، ولم يلقوا من واقع التجربة أية حلول فيما يواجهونه.وذكر أنه في السابق لم يكن يوجد نظام يسير عليه الجميع لكن بعد تأسيس الاتحاد وتكوينه وانضمام المنتسبين إليه والذي يفوق 70 منتسباً، أصبحت كلمة مالك المصبغة تصل بشكل أسرع إلى الجهة الحكومية وبشكل أكيد مع كافة الوزارات والجهات الحكومية في الدولة.وأشار إلى أن الاتحاد يعتبر مظلة للجميع وفرصة لإيصال الصوت بشكل حتمي، فبالاتحاد قوة، إن كان الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة فعالين ويسعون إلى حل كل العقبات، وليس الباحثين عن المناصب.وعن المقارنة بالاتحادات القديمة، أشار إلى "أننا شهدنا تأسيس عدة اتحادات جديدة لكن دورها كان مهماً جداً خصوصاً ما شهدناه خلال أزمة تفشي جائحة كورونا، والحظر الكلي والجزئي، إذ كانت فاعلة بشكل ملحوظ، ونؤكد أن كلمة الاتحاد مسموعة لدى الجميع إذ اننا نتحدث بلسان النخبة من أصحاب المصابغ.صوت غير مسموع
من جانبها، أكدت رئيسة مجلس إدارة شبكة سيدات الأعمال والمهنيات بدور السميط أن صوت الاتحادات المتعلقة بالشأن الاقتصادي ومقترحاتها غير مسموعة لدى الجهات الحكومية.وقالت السميط "نأسف لأن تلك الاتحادات لا تلقى على الأغلب الدعم من الجهات الحكومية المختلفة لحل المشاكل التي تتعرض لها أو تسعى إليها"، مشيرة إلى وجوب أن تلقى مزيداً من الاهتمام والأخذ بأي مقترح أو تحل ما تتعرض له من مشاكل لدى تلك الجهات.وعن فائدة تلك الاتحادات ودورها على الصعيد الاقتصادي، قالت إن لها دوراً كبيراً، مبينة أن الاتحادات أثبتت نجاحها خلال الفترة الماضية، ومنها أزمة "كورونا" كما أثبتت الحاجة إليها خصوصاً نجاحها خلال الأزمة المتعلقة بالجائحة الصحية، مما يتطلب تعزيز الاستماع إلى آرائها في المرحلة المستقبلية.وذكرت أن وجود تلك الاتحادات عموماً يعتبر أمراً صحياً ويساعد في تعديل بعض القرارات وحل المشكلات بسبب وجود الشرائح المماثلة، والتي تواجه ذات المشاكل مع بعض الاتحادات الاخرى.ولتحقيق أهداف الاتحادات طالبت السميط بتنفيذ الحكومة للمقترحات المقدمة منها إلى جانب الاستماع لجمعيات النفع العام ذلك، لاسيما أن الاتحادات وجمعيات النفع العام تسعى بشكل عام إلى تقديم كل ما يفيد الأعضاء والمنتسبين، إضافة إلى عملها بتقديم الورش والدورات الخاصة. وعما تقدمه تلك الاتحادات الجديدة مقارنة بالاتحادات القديمة من خطط وبرامج لتطوير الاقتصاد، ذكرت أن الاتحادات الجديدة تسعى للعمل أكثر لتبرز دورها، أما القديمة فهي تعمل أيضاً لكن الجهد مضاعف للجدد.