العراق: اعتصام مفتوح أمام «الخضراء» للخاسرين في الانتخابات
الحكيم يحذر من «انسداد سياسي»... والأكراد يتمسكون بالرئاسة
واصلت الفصائل العراقية الشيعية المتحالفة مع إيران، والتي تكبّدت خسائر فادحة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 الجاري، تحركاتها في الشارع، من دون الذهاب إلى تصعيد كبير في تحرك «محسوب»، وسط خلافات بينها على كيفية التصرف في المرحلة المقبلة، وفشل إيران حتى الساعة في جمع القوى الشيعية في تحالف واحد، كما فعلت سابقاً لتجنب صدام شيعي ـ شيعي، في حين تتجه الأنظار إلى خطبة الجمعة التي ستصدر عن المرجعية العليا في النجف، وإذا كانت ستحتوي أي دعوة لتطويق هذا التوتر الآخذ في الاتساع وضع مسار للخروج من الأزمة.واتخذت القوات الامنية العراقية إجراءات مشددة في محيط المنطقة الخضراء، حيث تتواجد المباني الحكومية والسفارات الأجنبية، لدرء أي «تهديد يعرض السلم المجتمعي للخطر»، مشددة في بيان صدر عن قيادة العمليات المشتركة على أنها لن تسمح لأي جهة كانت إرباك الوضع الأمني.وفعّلت السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء منظومة الدفاع الصاروخية ـC-RAM، وأطلقت صفارات الإنذار وثلاث رشقات تجريبية، للتحذير من أي محاولات للاعتداء عليها.
وشارك مئات من أنصار الفصائل، من تحالف «الفتح»، و»عصائب الحق»، و»سرايا أولياء الدم»، و»كتائب حزب الله ـ العراق»، و»العصائب»، و»النجباء» وغيرها في تظاهرات أمام مدخل المنطقة الخضراء، تلبية لدعوة «الهيئة التنسيقية للمقاومة» بالتزامن مع تهديد «سرايا الدم» الموالية لإيران بالتعامل مع ممثلة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت مع أرتال الدعم اللوجستي للقوات الأميركية ووصفتها بـ»العجوز الخبيثة».ثمّ بدأ المحتجون بنصب خيم استعداداً للاعتصام على طريق مؤدية إلى المنطقة الخضراء. وقال أحمد سلمان، وهو عامل يبلغ 23 عاماً، فيما كان يقوم بتثبيت خيمة اعتصام كبيرة مع عدد من رفاقه لفرانس برس: "سنعتصم هنا إلى أن يعيدوا فرز الأصوات لأن النتائج التي أعلنوها مزورة، وزورتها أميركا وإسرائيل ضد الحشد الشعبي". وأضاف فيما وقف قرب خيمته التي علق على أحد جوانبها علم العراق ولافتة كتب عليها "نطالب بإعادة العد والفرز اليدوي للمراكز الانتخابية"، أنه لن يغادر المكان "حتى لو لسنوات إلى أن يعيدوا حقنا وأصواتنا".وبحسب مراسل لفرانس برس، نصب المحتجون أكثر من 15 خيمة صغيرة وأكثر من خمس أخرى كبيرة على امتداد الشارع المؤدي لمدخل المنطقة الخضراء، فيما ارتفعت عبر مكبرات صوت مثبتة على شاحنتين صغيرتين أناشيد حماسية.وقبل لقائه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بغداد لتهدئة الأوضاع، وبحث تشكيل الحكومة المقبلة، بحث رئيس تحالف قوى الدولة عمار الحكيم مع رئيس الجمهورية برهم صالح تطورات المشهد السياسي ونتائج الانتخابات، والنظر بكل الطعون وفق السياقات القانونية.وذكر الحكيم «أهمية تنسيق الأدوار بين جميع القوى السياسية لمنع الانسداد السياسي»، مؤكداً أن «الانتخابات كانت كحل لواقع سياسي متأزم، والجميع يتحمل مسؤولية التنازل لمصلحة العراق». وشدد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني فاضل ميراني على التمسك بمنصب رئاسة الجمهورية، ووضع الشخص المناسب فيه، رداً على تقارير عن نية كتل سنية المطالبة بهذا المنصب. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنها تسلمت أكثر من 1250 طعناً من أجل دراستها، مبينة أن باب الطعن بنتائج الانتخابات أغلق بنهاية دوام أمس، مع إمكانية تقديم الأدلة المساندة للطعن خلال ثلاثة أيام.