أول العمود: الكسب الإعلامي وحب الظهور آفة تزدهر في أجواء اللا إنجاز.***
من أبرز دروس كورونا علينا في الكويت أنه كشف بأن طريقة العيش الذي يمليه نمط الاقتصاد الريعي في رسم توجهاتنا وسلوكنا سيكون شيئاً من الماضي، ولولا أن طريقة التغيير التي أسميها "كويتية" في تعديل مسار الأمور والتي تعتمد دائماً على جس النبض وتحسس مشاعر الناس والالتفات للنقد وعلو الصوت لكُنّا الآن في وضع مختلف.أدّعي بأن هذه الطريقة "الكويتية" بدأت بلطف مستندة إلى تقدير لموقف حول مستقبلنا الذي لن يكون بخير طالما استمرت عقلية إدارة الأمور قبل كورونا.يتضح اليوم أن تمويل الميزانية العامة للدولة المعتمد على البترول لن يسعف تطلعاتنا لأن نكون مثل جيراننا الخليجيين على الأقل، وهو ما يتطلب إصلاحات جذرية تبدأ بتشغيل المشاريع الكبرى التي مللنا رؤيتها على الورق الملون.ومن الأمور المبشرة أيضاً إحالة كل من تحوم حوله شبهات الفساد للعدالة، وهو أمر في غاية الأهمية على مستوى السمعة الدولية وخصوصاً فيما يتعلق بتوفير بيئة استثمار واقتصاد ينعم بالشفافية ومحاربة الفساد.التفات الإدارة العامة لنمط صرف الميزانية، وإن كان على استحياء يُعد مؤشراً على استيعاب دروس كورونا الذي أهلك أهلنا وما لنا، إلا أن مخاطر معالجة هذا الملف تحتاج نوعاً من الفطنة والذكاء، تبدأ أولاً بوقف مصادر البذخ والهدر والتبذير الواضح في بنود الميزانية وما أكثرها، والبعد عن تفاصيل مؤزمة لا داعي لنبشها مثال (دعوم التموين) التي أثيرت بطريقة مستفزة.لكن تبقى تلك المؤشرات كبداية تتطلب المزيد من الجهد والمزيد من رجال دولة لخوض معارك إصلاح التعليم ونظام الصحة والإسكان بشكل يخدم مشروع التغيير الشامل، يجب اعتبار كورونا غزواً آخر مختلفاً عما حدث عام 1990، واستيعابه بات أكثر من ضروري.
مقالات
ماذا سنخسر؟
24-10-2021