الملتقى الوطني للإصلاح: «قد» نجد حلاً لمشكلات اليوم.. لكن الغد بحاجة لآليات إدارة الخلاف
طالب الملتقى الوطني للإصلاح بإتمام الملفات الهامة قبل بداية دور الانعقاد المقبل مشيداً بالحوار الوطني «تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة تطوى بها ومن خلالها صفحات أرهقت البلد فيتم تصحيح مسار العملية السياسية».وفي مايلي بيان الملتقى الوطني للإصلاح:لقد استبشر الكويتيون بالدعوة الكريمة التي أطلقها أمير الكويت حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، من أجل عقد حوار وطني بممثلي عن السلطتي التشريعية والتنفيذية، لتهيئة الأجواء لتعزيز التعاون وتوحيد الجهود والطاقات والإمكانيات لخدمة الوطن، من خلال مجلسي الأمة والوزراء، لطي ملفات وقضايا وترسبات أرهقت البلد لعقد من الزمان خصوصاً مع تزايد أعداد أصحاب الرأي أو الموقف السياسي، خارج البلاد.
ونحن في الملتقى الوطني للإصلاح نستقبل تلك المبادرة الأميرية بالترحيب والتفاؤل، فأما «الترحيب» فمبعثه تطلعنا إلى أن تكون المصالحة الوطنية بداية لمرحلة يتجدد فيها العقد الاجتماعي القائم على التراضي والمشاركة، والتي كانت ركائزه راسخة منذ نشأة الكويت ثم جاء دستور 1962 تتويجاً لها ومؤطراً لأسسها، فكان دائماً وأبداً طوق النجاة لها في الشدائد والمحن، ومن رحمه تلاقت إرادة الحكم مع الشعب مرة أخرى في مؤتمر جدة التاريخي بأبهى صورها لتنبثق منه ملحمة تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم ممزوجة بتوافق حول التمسك بالدستور وثوابته، وأما «التفاؤل» فمنطلقاته الأجواء الإيجابية التي نأمل أن يمهد لها الحوار لمصالحة وطنية شاملة تطوى بها ومن خلالها صفحات أرهقت البلد فيتم تصحيح مسار العملية السياسية بإصلاح شامل بما يدعم التجربة البرلمانية الكويتية، بوابته التسامح والتوجه لإلغاء القواني التي حاصرت حرية الرأي، وفي معيتها عفو كريم عن المحكومين بقضايا الرأي والقضايا السياسية، خروجاً بالكويتمن حالة التجاذب السياسي.إن الخلافات الحادة بين أبناء الوطن، وكثرة الفساد السياسي والإداري والمالي، مع غياب آليات إدارة الاختلاف، تبعث في نفوس أبناء الوطن الخوف من الحاضر مرة ومن المستقبل مرات، لأننا (قد) نجد حلاً لمشكلات اليوم، لكنها حتما ستكرر وبشكل أكثر إيلاماً، لأن أسس الاختلاف موجودة، وقد تتطور - لا قدر الله - إلى صراع مالم نعالج جذورها.لذا فإننا نتوق إلى أن يحقق الحوار الوطني أهدافه ويتمم إنجازاته مع بداية دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة، فلا تنطلق الحياة البرلمانية إلا في أجواء توافق ومصالحة وطنية بي جميع أبناء الوطن، ونناشد حضرة صاحب السمو الأمير بأن يذلل العقبات لإتمام هذه الملفات الهامة قبل بداية دور الانعقاد القادم.كما نتمنى من الحكومة إعادة طرح مشروعها الخاص باللجنة الوطنية العليا للانتخابات وهو ما يعزز مصالحة أوسع, مع غيرها من إصلاحات سياسية، فتنهي أسباب التوتر والشحن الفئوي والاجتماعي من خلال أرضية صلبة للحمة وطنية متماسكة، ليكون ذلك إيذاناً لإشاعة ثقافة جديدة.مبناها الحوار المجتمعي لمعالجة كل مشاكلنا من جذورها، انطلاقاً نحو كويت جديدة. الملتقى الوطني للإصلاحلولوة المُلا د حسن جوهرد موضي الحمودد محمد المقاطععبدالمحسن مظفرعبدالوهاب البناييوسف الشايجيصلاح الغزالي