هل يتراجع إردوغان عن طرد السفراء؟
معارضون يعتبرون القرار تغطية على تدهور الليرة
أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طرد سفراء عشر دول، بينها الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، طالبت بالإفراج عن المعارض عثمان كافالا، ردود فعل «حذرة» من الدول المعنية، في حين أشارت معلومات إلى أن خطوطاً دبلوماسية فتحت في محاولة لاحتواء الأزمة والحؤول دون طرد السفراء، لأن خطوة كهذه ستكون لها تداعيات.وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها تنتظر توضيحاً، بينما كان الوضع أكثر حدة على الجانب الأوروبي، إذ اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، قرار إردوغان «مؤشراً على التوجه الاستبدادي للحكومة التركية».في موازاة ذلك، قال معارضون أتراك لإردوغان، إن تعليماته بطرد السفراء كانت محاولة لصرف الأنظار عن متاعب تركيا الاقتصادية، إذ تتزامن مع مخاوف المستثمرين من انخفاض قياسي في قيمة الليرة.
وقال كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، إن إردوغان «يجر البلاد بسرعة إلى الهاوية». واستغرب سنان أولجين رئيس مركز الأبحاث إيدام، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، توقيت الأزمة في وقت تسعى تركيا إلى إعادة رسم سياستها الخارجية بعيداً عن وقائع التوتر في السنوات الأخيرة.ولم يمض إردوغان قدماً على الدوام في تنفيذ تهديداته، ففي عام 2018 قال إن تركيا ستقاطع السلع الإلكترونية الأميركية، وكان ذلك خلال نزاع مع واشنطن، لكن مبيعات السلع الإلكترونية الأميركية لتركيا لم تتأثر. والعام الماضي دعا الأتراك إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب ما وصفه بأجندة الرئيس إيمانويل ماكرون المعادية للإسلام، لكنه لم يفعل ذلك.وقال مصدر دبلوماسي، إن قراراً بشأن السفراء يمكن أن يُتخذ في اجتماع الحكومة اليوم، لافتاً إلى أن التهدئة ممكنة في ضوء المخاوف من التداعيات الدبلوماسية المحتملة. وسبق أن قال إردوغان إنه سيجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين في روما مطلع الأسبوع المقبل.