وجهة نظر : دروس مستفادة من المطور إيفر غراند
المطور العقاري، أو الشريك الاسترتيجي، مسميات مختلفة والغاية واحدة.نتفق جميعاً عندما نبحث عن حلول مستدامة للقضية الإسكانية وتشكيل منظومة عقارية متكاملة، أنه لا بدّ من وجود 3 نقاط أساسية، هي المطورون العقاريون والتمويل المالي ومشاركة القطاع الخاص. وكما نعلم فإن للمطور العقاري سلبيات وإيجابيات، كما للتمويل العقاري ومشاركة القطاع الخاص، لكن كيف بإمكاننا أن نستفيد من تجارب الآخرين حين نستشهد بتجاربهم، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والصين وغيرها من الدول؟
الهدف من دراسة هذه التجارب في الدول الأخرى هو ألا لا نقع في الأخطاء نفسها، بما أنهم سبقونا في هذا المجال، ولا نكررها مستقبلا، حتى لا تستنفد الحكومة رصيدها من الاعتذار بتكرار الأخطاء نفسها. وكما لاحظنا لثاني أكبر مطور عقاري في الصين، وما حصل للشركة العملاقة من إفلاس وديون متراكمة يجب أن نعتبر ونتعظ من هذا الحدث، فعند الاستعانة بالمطورين العقاريين يجب عدم السماح لهم ببيع الوحدات السكنية على المخطط، أو البيع تحت الإنشاء، وهذا ما حصل بالضبط لـ "إيفر غراند"، لعدم قدرتها على تسليم أكثر من مليون ونصف المليون وحدة سكنية تم بيعها على المخطط، ولا تستطيع الشركة حالياً الإيفاء بتعهداتها. وكانت فكرة البيع على المخطط قد أثبتت فشلها في الكويت سابقاً ومع أكبر مطور عالمي حالياً، وحتى لو كان البيع بضمان حكومي، فالضمان غير كاف، لأن الدولة غير قادرة أساساً على بناء هذا الكم الهائل من الوحدات السكنية، ولو كانت قادرة لما استعانت بالمطور العقاري، فمن الأفضل أن يتم البيع والتسليم بالمفتاح، بعد الانتهاء من البناء بالكامل.الكل يرغب في أفضل الحلول للقضية الإسكانية، ويدفع بهذا الاتجاه، لكن لا بد من خطوط حُمر قبل وعند التعاقد مع أي مطور عقاري، مهما كانت إنجازاته، فالشركات الكبرى تحقق نجاحات باهرة، ثم تتهاوى وتفلس بسرعة البرق، وهذا حصل مع "إيفر غراند"، بسبب نقص الرقابة الحكومية على الشركات عند تنفيذ المشروع، وسوء الإدارة، وتدخّل السياسة، لذلك يجب التأكد من الملاءة المالية نقداً عند التوقيع الأوليّ على عقد المطور العقاري للمشروع.قد لا يكون حجم الشركة وخبراتها كافيين لإنهاء وتسليم المشروع، وكذلك إذا تعدت مديونية المطور 60 في المئة من حجم أصوله لا يجب التعاقد معه، حتى لو كان شركة عملاقة، فالمثل يقول "الذكي هو مَن يستفيد من تجارب الآخرين، والغبي مَن يتعلم من تجاربه الخاصة". * نائب رئيس اتحاد وسطاء العقار