في الصميم: لم يعد هناك من حاجة لدق الناقوس
ما يحدث في الكويت يدل على أن هناك ثقافة مستوردة جديدة تتاجر في كل شيء، بما فيه التعليم الذي سيُبنى عليه مستقبل البلد، وإذا كان هذا ديدن من يدّعون أنهم طلبة في جامعة الكويت، وقد يكونون خارجها، يمارسون هذه الوسائل الفاسدة، فماذا هم فاعلون إذا ما دخلوا سوق العمل الفعلي؟!
![طلال عبد الكريم العرب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/1002_1667931751.jpg)
ومن أجل الإيضاح أكثر، وكما صرح مسؤولو الاتحادات الطلابية، فإن الفئة الأكثر إقبالاً على شراء المقاعد هم المتوقع تخرجهم قريبا، فشعبهم الدراسية تكون قد بلغت الحد الأقصى من المسجلين، فيقوم عندها الفاسد البائع لمقعده بالانسحاب من المقرر ليظهر للطالب المشتري خلو مقعده من الشعبة المطلوبة الذي يقوم على الفور بالتسجيل حسب التوقيت المتفق عليه.*** عندما ذكرنا سابقا في "دقوا الناقوس، فالتعليم في خطر"، بأن أحد أسباب تردي التعليم هو الاستعانة بمدرسين ضعيفي المستوى، وبعضهم من عديمي الضمير، لأنهم تعمّدوا ألا يوصلوا المعلومة المطلوبة للطالب إلا عن طريق دروسهم الخصوصية، لتصبح فيما بعد تجارة مستقلة بذاتها، ولتتحول مع مرور السنوات الى محسوبية وإدخال أناس دخلاء الى سوق عمل التعليم بمقابل، حتى وصلت تكلفة هذه التجارة، وبدون مبالغة إطلاقا، مئات الملايين من الدنانير سنويا تنهب من جيوب أولياء الأمور تحت سمع وبصر الحكومة، رغم ضخ الأموال الهائلة للتعليم الحكومي الذي بان فشله منذ سنوات طويلة.نقول، هناك خطأ ما جعل التعليم والأخلاق يترديان في آن واحد، فما يحدث في الكويت يدل على أن هناك ثقافة مستوردة جديدة تتاجر في كل شيء، بما فيه التعليم الذي سيبنى عليه مستقبل البلد.ونقول، إذا كان هذا ديدن من يدّعون أنهم طلبة في جامعة الكويت، وقد يكونون خارجها، يمارسون هذه الوسائل الفاسدة، فماذا هم فاعلون إذا ما دخلوا سوق العمل الفعلي، بعد أن تشرّبوا من روح الفساد وهم لا يزالون في بداية الطريق الى الحياة العملية؟لا بد من عين حمراء، ولا بد من عقاب، ولا بد من التخلص من الأدران التي لوثت الجسم الكويتي، وإلا فقولوا على مستقبل الكويت السلام.