منال المزيد: حياتنا عبارة عن قصص وحكايات
«الكويت تشهد ظهور كاتبات يسهمن في إثراء الأدب المحلي»
تجد الكاتبة منال المزيد نفسها في الكتابات الروائية والمقالات الاجتماعية والتحفيزية التي تسلّط الضوء على تقدير الذات والنجاح في العلاقات وبناء الشخصية.
وقالت المزيد إن الكتابة تبقى أقوى مؤثر في كل الثقافات والأزمان على اختلافها، «إذ لا يهم ما هي لغتك، أو أصلك، أو موطنك، ما دامت فكرتك تستحق الانتشار».
«الجريدة» التقتها وعرفت منها تفاصيل عن تجربتها الأدبية، ورأيها في بعض القضايا.
وقالت المزيد إن الكتابة تبقى أقوى مؤثر في كل الثقافات والأزمان على اختلافها، «إذ لا يهم ما هي لغتك، أو أصلك، أو موطنك، ما دامت فكرتك تستحق الانتشار».
«الجريدة» التقتها وعرفت منها تفاصيل عن تجربتها الأدبية، ورأيها في بعض القضايا.
● أين تجدين نفسك حاليا؟
- أنا ابنة الكويت، زوجة وأم، حاصلة على درجة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر من جامعة الكويت عام 2004، وأعمل حاليا في مجال التخطيط الاستراتيجي وحوكمة تقنية المعلومات بمنصب مدير إدارة حوكمة القطاع العام في الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، وفي الحقيقة أن شغفي نحو القراءة والكتابة هو المحرك الإيجابي نحو مزيد من العطاء في الجانب المهني والجوانب الحياتية الأخرى.أجد نفسي في الكتابات الروائية والمقالات الاجتماعية والتحفيزية التي تسلّط الضوء على تقدير الذات والنجاح في العلاقات وبناء الشخصية، لماذا؟ لأنني أؤمن بأن للمعرفة طرقا ومسارات، والأدب هو أحد هذه المسارات. أنا أرى أن مشهد حياتنا اليومي هو عبارة عن سلسلة من القصص والحكايات، واستثمار هذه المشاهد في كتابات ترقى بعقل القارئ وتترك أثر الفائدة والعبرة والدروس المستفادة. أما من ناحية المقالات فبعض المواضيع والأفكار والمفاهيم لا بدّ من تسليط الضوء عليها من منظور واقعي وأدبي، فمثلا المقالات التي تتطرق إلى التواصل الفعال هي لتعزيز التواصل بين الشخص وذاته أو بينه وبين الآخرين. أنا أسعى من خلال كل ما أكتبه وسأكتبه أن أترك أثرا إيجابيا لدى القارئ، ويمكن أن يساهم هذا الأثر في تطوير بعض الأمور والجوانب في حياته للأفضل، أو تعزيز فكرة أو مفهوم سينعكس إيجابيا على المتلقي.
● بمن تأثرت من الأدباء في بداياتك؟
- على الصعيد المحلي، تأثرت بكتابة الروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل والأستاذ طالب الرفاعي ود. ساجد العبدلي، وعلى الصعيد العربي كتابات مصطفى محمود ونجيب محفوظ، وعلى المستوى العالمي أستمتع بروايات الكاتبة إليف شافاق وفيكتور هوغو.● في ظل الثورة التكنولوجية الحالية، ما رأيك في موجة مواقع التواصل، وهل من الممكن أن تساهم في متابعة القارئ للإنتاج الأدبي؟
- نعم بالتأكيد، التكنولوجيا سلاح ذو حدين؛ أحدهما إيجابي والآخر سلبي، وليس فقط على المشهد أو الجانب الأدبي، ولكن على كل الجوانب الحياتية الأخرى.وسأكتفي بذكر الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا على المشهد الأدبي، فبوجود قنوات متعددة للتواصل الاجتماعي سهل على الأديب والروائي الوصول إلى القارئ وتقصّي ذائقة المجتمع، حيث إن العالم أصبح متصلا منفتحا على الدوام في ظل وجود التكنولوجيا، كما أنها فتحت آفاقا لتواصل الأدباء والروائيين بعضهم البعض، ولو كان أحدهم في الطرف الآخر من العالم. كما أن التكنولوجيا سهلت الوصول إلى المحتوى والكتب والمقالات في أسرع وقت وبأقل جهد، مع انتشار المنصات والمكتبات الإلكترونية.● ماذا عن وظيفة الناقد من وجهة نظرك؟ وهل تعتقدين بأن الأدب يتخذ منحى تصاعديا نحو الرقيّ، أم أنه في تدهور مستمر؟
- إن الحديث عن الفورة الروائية التي يشهدها العالم العربي بشكل عام منذ سنوات شيء بديهي ومفهوم، ولم يعُد بحاجة إلى إثبات أو دلائل، لا سيما بعدما تصدّرت الرواية المشهد الأدبي، وصارت الساحة النقدية بحاجة إلى أن تتوازى مع هذه الفورة الروائية، وأن ترصدها وتحلّلها بإمعان، ولا بدّ للنقد أن يكون قادرا على مواكبة الإبداع الروائي المتنامي والمتكاثر سنويًا لقراءة الإبداعات الروائية من مختلف الأقطار العربية. وأعتقد أن الرواية الكويتية يجب أن تأخذ مساحة أكبر في خريطة النقد العربي.● من المعلوم أن اسم الكويت ارتبط بالثقافة منذ نشأتها... كيف ترين الحالة الأدبية والثقافية في الكويت حاليا؟
- لا شك في أن للرواية الكويتية حضورا خليجيا وعربيا، فهي تحتل مساحة انتشار لا بأس بها، ومن خلال العودة إلى التاريخ الروائي في الكويت فإن أول رواية كانت عام 1948 للأستاذ فرحان الفرحان، وبعدها بدأت المسيرة في الستينيات، بيد أن عمر الرواية الفعلي تأسس مع الكاتب والروائي إسماعيل فهد إسماعيل، حيث عرفت الكويت الرواية المتسلسلة المطولة من خلاله رحمة الله عليه. لكن الحالة الأدبية والثقافية في الكويت في تراجع، مع الأسف، فلم نعد نشهد اهتماما ملحوظا من الجهات ذات الصلة بالدولة، ويجب أن تولى الحركة الثقافية في الكويت اهتماما ورعاية أفضل من ذلك بكثير، فالأمم ترتقي وتتقدم بالعلم والثقافة والقراءة.● ماذا عن دور المرأة الكويتية في الإبداع الثقافي الكويتي، وهل استطاع الأدب النسائي في الكويت أن يكون له دور منافس خليجيا وعربيا؟
- منذ بدايات الأدب في الكويت، ظهرت على الساحة أقلام نسائية، مثل نورية السداني، وصبيحة المشاري، وخولة القزويني، وليلى العثمان. وما زالت الكويت تشهد ظهور أقلام نسائية أدبية تسهم في إثراء الأدب الكويتي، وتقديم إضافة إيجابية للمجتمع.● ما هو موقع كاتب الرواية في المجتمع؟
- تنبع أهمية الكاتب مما يستطيع أن يحدثه بقلمه من تغيير مشروط بالإيجابية، وحتى يتسنَّى له ذلك، لا بدّ أن يكون ابنا بارَّا بمجتمعه وبقضايا من يشاركونه العيش فيه، وإلّا أقعد نفسه على قمة شاهقة ينظر إليهم ويُنظِّر عليهم، دون أن يستطيعوا حتى رؤيته أو سماع خطابه، مما يغريهم بالإعراض عنه، فيضربون صفحاً عن حديثه ومكانته.وهذه خطوة أولى على طريق توسّعنا في بحث الخصائص والسمات التي يلزم توافرها في أرباب الكتابة. وبالانتقال إلى خطوة أخرى نقول: لا بدّ أن يكون للمادة المكتوبة معيار يرشّح صاحبها لنيل الصفة المبتغاة، ولا أقل أن يُشترط في هذا المعيار فائدة المكتوب والرأي العلمي لكاتبه، والمقصود بالرأي العلمي ذلك المصحوب بأدلة وبراهين تدعم وجهة نظره أو تفسّر اعتناقه لها. إن الكتابة تبقى أقوى مؤثر في كل الثقافات والأزمان على اختلافها، لا يهم ما هي لغتك، أصلك، موطنك، ما دامت فكرتك تستحق الانتشار، فثق تماما بأنها ستصل وتؤثر وتنتشر.
التكنولوجيا سهلت على الأديب الوصول إلى القارئ وتقصّي ذائقة المجتمع