على وقع تهديدها بإعادة النظر في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أقرت إيران، أمس، بعدم حماسة الولايات المتحدة في العودة إلى الاتفاق النووي، وذلك بعد ساعات من إعلانها الاتفاق على استئناف مفاوضات فيينا قبل نوفمبر المقبل.

وقال نائب وزير الخارجية علي باقري إن الأرضية غير مهيأة لعودة الولايات المتحدة إلى مفاوضات فيينا، مؤكداً في رده على طلب المسؤولين الأميركيين بالحصول على إجابات منهم لا من أوروبا، أن «منسق لجنة الاتفاق النووي هو الاتحاد الأوروبي ومفوضه إنريكي مورا ينسق معنا، وستستمر هذه المحادثات على هذا الأساس، حيث ستستأنف مجدداً في نوفمبر المقبل».

Ad

وتابع باقري، الذي من المتوقع أن يقود فريق المفاوضات، «نحن نتحدث عن المفاوضات مع مجموعة 4+1، ولم يتم بعد إعداد الأرضية اللازمة للأميركيين حتى يتمكنوا من العودة إلى المفاوضات النووية، ستكون الأجندة الرئيسية للمحادثات موضوع رفع العقوبات».

وقبله، اشترط وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، للعودة إلى المفاوضات أن يُظهر الرئيس جو بايدن جديةً ونوايا حسنة من خلال الإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال المجمدة».

وقال عبداللهيان، أمس الأول: «لا نريد بدء المفاوضات من حيث توقفت في فيينا، ولسنا متحمسين كثيراً لعودة الولايات المتحدة إذا اقتصر الأمر على عودتها فقط، وإنما الأهم هو النتيجة التي سوف تسفر عن ذلك».

وردت الخارجية الأميركية بأنها على «استعداد للعودة للمفاوضات النووية، ولا يزال التوصل إلى اتفاق بشأن الامتثال المتبادل ممكناً، وهذه الفرصة لن تستمر إلى الأبد في ظل مواصلة إيران خطوات نووية استفزازية». وحضّت الخارجية الأميركية طهران على المسارعة إلى إحياء الاتفاق، مشددة على وجوب أن تركّز المحادثات على «حل العدد القليل من المسائل التي بقيت عالقة بعد انتهاء الجولة السادسة من المحادثات في يونيو».

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الالتزام باتباع المسار الدبلوماسي للسير نحو الأمام، مشيرة إلى أن الإيرانيين أدلوا بتعليقات مماثلة على مدار الأيام أو الأسابيع العديدة الماضية، وأن الأمر يعود للمفاوضين لتحديد موعد الجولة التالية من المحادثات.

في هذه الأثناء، هدد المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، بإعادة النظر في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما لم تتوقف عن تسريب المعلومات.

واتهم كمالوندي الوكالة بأنها تنشر بين الحين والآخر معلومات تفصيلية عن الأسرار النووية والرسائل السرية الإيرانية، و»أصبح منهجاً لديها»، مؤكداً أن «هذا المنهج لا ينطبق على باقي الدول الأعضاء»، وبعض التسريبات تصل إلى الإعلام.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي قال مؤخرا إنه سيزور إيران قريباً، في حين تسعى الولايات المتحدة وأوروبا لتبديد المخاوف بشأن النشاط النووي الإيراني.

وتوقفت المفاوضات النووية بين إيران ودول مجموعة (4 + 1) بعد ست جولات، مع انتهاء الولاية الثانية لحكومة الرئيس السابق حسن روحاني في شهر يونيو الماضي وتولي حكومة إبراهيم رئيسي مقاليد السلطة.