توالت ردود الأفعال على ما كتبه فارس الكامل، في حسابه على "فيسبوك"، من أنه عاش أجمل لحظات في حياته عندما استعاد كتبه من الكويت ووصلته إلى البصرة، ومنهم من قال "لم تنحر مكتبة يوماً يا فارس، كنت تبث الحياة في أي مكان تكون فيه، تضع للقراءة ألف معنى".

​"أبو الفوارس"، كما يلقب، استقر في الكويت فترة من الزمن وأنشأ مكتبة في شارع ابن خلدون أسماها "مكتبة المعقّدين"، إلى أن قرر العودة إلى البصرة، ومن هناك استأنف نشاطه ببيع الكتب في شارع المتنبي.

Ad

​وبالأمس فاجأ محبيه بالتعليق، بعدما وصلت مكتبته الشخصية التي كانت في الكويت والبالغة 67 كرتونا، وهي من كنوز الكتب التي تمثل "موجز حياته" هناك، من عام 2007 حتى عام 2018، وهي الفترة التي أسس فيها المكتبة والدار، وتحمل بسبب المكتبة العديد من المرارات فيما يخص صعوبة نقلها من شقة إلى شقة، ومن طابق إلى آخر.

ومرت هذه المكتبة بنكبات كثيرة، فقد قام بنحرها عدة مرات وتصفية الكثير منها تبعا للظروف، ومن ثم تعويضها بكتب أفضل مرات ومرات.

كان يسكن في غرفة صغيرة ملحقة ببيت خالته في الطابق الثالث بمنطقة العديلية، وكانت الكتب تحيط به من كل جانب، ويشغل الغرفة سرير يصعب الوصول إليه.

وكان يمارس فن التخلي عن الكتب، ويقع في حيرة لإجادة هذا الفن وهو يقوم بتصنيف الكتب، وكانت النتيجة بيع 46 كرتونا والإبقاء على 67 فقط، ومبلغ هذه الكتب هو الذي أنقذه وعائلته أثناء أزمة كورونا وكساد السوق.

وأنهى كلمته بتوجيه الشكر إلى الأصدقاء في دار تكوين الكويت، الذين تحملوا مشقة خزنها ثلاث سنوات في مخزن الدار، وكذلك إلى إدارة معرض البصرة للكتاب الذين لم يدخروا جهدا لوصول الكتب سالمة إلى البصرة.

حمزة عليان