سيكون المدير العام الحالي لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الذي يقف في الصفوف الأمامية لمكافحة جائحة «كوفيد-19»، المرشح الوحيد لهذا المنصب ليضمن بذلك إعادة انتخابه.

وكتب المدير العام للمنظمة في رسالة الترشح «حققنا الكثير من الانجازات لكن يبقى أمامنا الكثير، الأهداف التي حققناها والأمور التي تنتظرنا، تجعلني أكثر عزماً من أي وقت مضى على تنفيذ مشروعنا القائم على جعل المنظمة تتمتع بمرونة أكبر مع تمويل وموارد مستدامة ومناسبة في خدمة الجميع في كل المجتمعات وفي كل دول العالم».

Ad

وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان الجمعة أنه المرشح الوحيد لرئاستها.

ويبلغ تيدروس أدهانوم غيبرييسوس 56 عاماً وهو أخصائي في الملاريا ويحمل شهادة في علم المناعة وكان وزيراً للصحة والخارجية في بلاده إثيوبيا.

انتخب مديراً عاماً للمنظمة التابعة للأمم المتحدة في 2017 ليصبح بذلك أول إفريقي يتولى هذا المنصب، وتنتهي ولايته الحالية في أغسطس المقبل.

وكانت المنظمة في الصفوف الأمامية منذ بدء انتشار وباء «كوفيد-19» مما جعل من تيدروس أدهانوم غيبرييسوس وجهاً مألوفاً في إطار مكافحة الجائحة.

ولا يمكنه الترشح لأكثر من ولايتين.

وأمّن تيدروس تأييد 28 دولة من بينها فرنسا وألمانيا وإندونيسيا وهولندا وإسبانيا، وفق المنظمة.

وستنتخب الدول الأعضاء في المنظمة المدير العام خلال جمعية الصحة العالمية في مايو 2022 بموجب تصويت سري، وتبدأ ولاية المدير العام المقبل للمنظمة في 16 أغسطس 2022.

وتتناقض شخصية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الودودة مع برودة الصينية مارغريت تشان التي سبقته إلى هذا المنصب.

وقد منحه وصول الديموقراطي جو بايدن إلى سدة الرئاسة الأميركية الذي أعاد الولايات المتحدة إلى حظيرة منظمة الصحة العالمية، دفعاً جديداً في حين كان يتعرض لحملة متواصلة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب «2017-2021» الذي أوقف تمويل المنظمة متهماً إياه بقربه من الصين وسوء إدارة الجائحة.

في المقابل تثير لهجة تيدروس الأكثر انتقاداً لبكين التي يعتبر أنها لم تتوخ الشفافية الكافية حول أصل الوباء، استياء الصين.

وكان موضع انتقادات علنية من جانب عشرات الدول الأعضاء من بينها بلدان دعمت ترشيحه، بسبب طريقة إدارة فضيحة الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها موظفون في المنظمة في جمهورية الكونغو الديموقراطية خلال مكافحة وباء إيبولا بين 2018 و2020.

وكان تقرير مستقل أشار إلى «شوائب بنيوية» و«إهمال فردي» داخل المنظمة، وقد اعتذر الأمين العام من الضحايا الذين يعدون بالعشرات، مقراً أنه كان يُفترض به أن يكون أكثر فضولاً خلال زياراته الأربع عشرة إلى هذا البلد.

وقد أثار أيضاً غضب الحكومة الإثيوبية بسبب النزاع في إقليم تيغراي الذي يتحدر منه.

وإلى جانب مكافحة «كوفيد-19» التي يقر الأمين العام بـ«أنها لا تزال بعيدة عن خواتيمها»، ثمة كثير من الملفات الشائكة.

فمنظمة الصحة تعاني نقصاً في التمويل وخصوصاً نقصاً في المرونة في استخدام الأموال التي توفرها الأطراف المانحة بهدف محدد جداً.

كذلك تعاني نقصاً في هامش التحرك المتاح.

وكتب تيدروس في رسالة الترشح «تحويل هيكلية الصحة العامة العالمية وتعزيزها سيكونان حاسمين لجهوز العالم للوقاية من ازمة مثل كوفيد-19 وأسوأ منها حتى، والاستعداد لها ومواجهتها».

وأظهرت الجائحة أيضاً أن دعواته غالباً ما لا تلقى أي صدى خصوصاً عندما دعا الدول الغنية إلى بذل المزيد لخفض انعدام المساواة في مكافحة «كوفيد-19» الذي أسفر عن وفاة خمسة ملايين شخص.