يعرّف المتخصصون الاستراتيجية بأنّها خطة طويلة الأمد للوصول إلى هدف محدد، وتُعرّف أيضاً بأنّها الاستخدام الذكي للموارد لتحقيق الرؤية، وتُعتبر الاستراتيجية خريطة طريق للمؤسسات؛ تُحدد رؤيتها، ومهمتها، وأهدافها، وتهدف إلى زيادة ودعم نقاط قوة المؤسسة وتقليص المخاطر ونقاط الضعف لديها، أما الاستراتيجية على مستوى الدولة فتمثل خريطة طريق تقودنا إلى رؤية الدولة المستقبلية ومظلة لاستراتيجيات قطاعاتها المختلفة.

فاستراتيجية الدولة تتطلب رجال دولة من قياديين مخلصين وكفاءات وخبرات وطنية، يؤمنون بالرؤية ولديهم فكر استراتيجي مبتكر وإدارة استراتيجية متميزة تربط بين الرؤية والخطة والتنفيذ على أرض الواقع، وضمن إطار زمني محدد، فقيادة الاستراتيجية تتطلب تضحية والتزاماً وتأثيراً وتخطيطاً وتركيزاً وتحفيزاً وثباتاً وشراكة وابتكاراً وتبادل أفكار وعصفاً ذهنياً وتقييم الأداء، فعلى سبيل المثال: إذا أردنا أن نضع استراتيجية فرعية تهدف إلى تحويل المواطن من مستهلك إلى منتج للطاقة، فعلينا دعم وإنشاء وتأهيل شركات الطاقة المتجددة لتلبية احتياجات أصحاب المنازل من توريد وتركيب الألواح الشمسية وتوصيلها بشبكة الكهرباء الوطنية (National Grid) المتصلة بالمنازل، على أن تقوم وزارة الكهرباء بدور الناظم الرقابي (Regulator) المنظم لقطاع توليد الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة ووضع المعايير والمواصفات الفنية التي يجب أن تلتزم بها شركات الطاقة المتجددة الراغبة في المشاركة بهذا المشروع الوطني المكمل لاستراتيجية الدولة في تنويع مصادر الطاقة وترشيد نسب الاستهلاك بالشراكة مع القطاع الخاص، فهل لدينا استراتيجية دولة مبتكرة ومرنة تستوعب وتستقطب مثل هذه المشاريع والمبادرات؟

Ad

● د. عبدالعزيز إبراهيم التركي