الارتقاء بالعملية التعليمية وحل المشكلات، التي تواجه المتعلمين والمعلمين للوصول إلى بيئة تعليمية مثمرة من أهم الأهداف وأكثرها أولوية في الكويت، لعلاقتها العضوية ببناء الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة التي ينشدها الجميع، ونحن في اللجنة التعليمية بمجلس الأمة، وبوجود إخواني أعضاء اللجنة، وبالتعاون مع الحكومة - الحالية أو القادمة - عازمون على وضع مجموعة من الأولويات التي يجب تحقيقها استكمالاً لاجتماع اللجنة الأخير، الذي ناقش أسباب تدهور التعليم، ومدى فاعلية خطط وزارة التربية في النهوض بمستوى التعليم. وعلى رأس هذه الأولويات إصلاح الخلل الواضح في اعتماد أي المنهجين: الكفايات أم المعايير، ودور الموجهين في هذا الموضوع، والوصول إلى رسم سياسة مستقبلية بناء على تغليب أحد المنهجين واعتماده بشكل نهائي.الجميع لمس الخلل الناتج جراء تطبيق منهج الكفايات دون اختباره والتأكد من ملاءمته للبيئة التعليمية في الكويت. فالعملية التعليمية تراكمية، ولا يمكن الانتقال من منهج إلى نقيضه دون تحقيق كل العوامل والاشتراطات الواجب تنفيذها قبل هذا الانتقال، فأي منهج هو رؤية متكاملة تستوجب إعادة النظر في طبيعة المؤسسات ومهارات المعلمين والتقويم الدراسي والكادر التدريسي، وغير ذلك من الاشتراطات، وقبل ذلك اختباره والتأكد من ملاءمته وهو ما لم يتم، بل تم تنفيذ منهج الكفايات الذي أوصى به البنك الدولي بسبب ملايين الدنانير التي دُفعت دون داع وبلا أي جدوى. وجاء تطبيقه على حساب المهارات والقدرات المفترض تحقيقها في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وهي أخطر مراحل العملية التعليمية، وخصوصاً المرحلة المتوسطة التي تعتبر الأخطر لجهة بناء شخصية الطالب ومهاراته الأساسية.
ومن هذه الأولويات أيضاً إعادة النظر في الأبنية المدرسية ودمج الأنشطة المتعددة فيها، وكنت طرحتُ هذه الفكرة سابقاً؛ ويمكن تلخيصها في تعديل المدارس بما يسمح بتوسيع منشآت الأنشطة المتكاملة من ملاعب وصالات رياضية ومقصف وحمام سباحة، وغيرها من الأنشطة، وجميعها تؤسس على أساس ربحي بحيث تؤجر للأنشطة الليلية - سواء للأهالي أو للقطاع الخاص - وتصبح أحد موارد ميزانية المدرسة، وهذا يستدعي أن ترصد ميزانية كافية لإعادة النظر في الأبنية المدرسية وبناء المنشآت التي تحقق هذا الغرض، بحيث يكون في كل مدرسة مجموعة من المرافق، وإدارة خاصة بالأنشطة المدرسية تتولى تأجيرها والإشراف عليها لتحقيق دخل للمدرسة يُرصد لعمليات الترميم وصيانة الخدمات وتطويرها والأنشطة الطلابية، وغير ذلك من مستلزمات تحتاج إليها المدرسة، ونتمنى أن يرى هذا المشروع النور خلال الفترة المقبلة؛ وأي وزير تربية سيجد كل الدعم لتعديل الأبنية المدرسية لتحقيق هذا الهدف، فالمدارس القديمة التي تم بناؤها في ستينيات القرن الماضي يجب إعادة بنائها، إضافة إلى التوسع في الأبنية المدرسية، فمكان مدرسة متوسطة - بنات، يمكن بناء مدرستين متوسطة وثانوية، وهكذا بالنسبة لمدارس البنين، بحيث يصبح لدينا في الكويت عدد كافٍ من المدارس النموذجية تضم مرافق وأنشطة متكاملة، بحيث تكون مؤسسات تعليمية نهاراً، ومرافق رياضية وخدمية ليلاً، وهو ما يحقق للمدرسة ميزانية الاكتفاء الذاتي.***Catalyst "مادة حفازة":مراجعة مناهج + مبانٍ مستثمرة = اكتفاء ذاتي
أخر كلام
حوار كيميائي: منهج كفايات ومبانٍ مدرسية للاستثمار الذاتي
31-10-2021