كريستوف
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
تخصص كريستوف في المقالات الإنسانية، وتجده يكتب مقالاته الناقدة في أي مكان بالعالم تُخترق فيه حقوق الإنسان، وكان لقضية الإنسان في دارفور بالسودان نصيب كبير مما كتب، وأيضاً لم يفُته أن ينقل صور انتهاكات حقوق الإنسان في عدة دول عربية، وليس بالغريب أن يمنع من دخول تلك الدول، بعد أن فضحها في كلماته الحرة. هل يمكن أن يوجد في عالم "من المحيط الهادر للخليج الثائر" شخصية مثل كريستوف؟! ممكن أن نجد مثله، لكن ليس من الأحياء، فمكان أحرار الرأي في عالمنا هو المنافي والمقابر أو السجون، حتى في بلد مثل لبنان الأكثر حرية في دولنا، صمت سمير قصير وجبران تويني في قبريهما للأبد، وقبلهما كان هناك كثيرون، أما السجون فكانت تضج بمثل كريستوف؛ مثل المناضل رياض الترك الذي قضى أكثر من نصف عمره في السجون السورية، ومثله أنسي الحاج.وأحياناً يلجأ كتّاب الرأي إلى التعميم والتورية في الكتابة حتى يفلتوا من مقص الرقيب، والنتيجة هي تيه القارئ البسيط (حتى هذا القارئ المتواضع هو عملة نادرة في بلداننا) في العموميات والمجازات اللغوية.فبلاد تغيب فيها حريات الرأي لا مكان فيها للديموقراطية ولا للتقدم، القمع في دولنا ليس من السلطة الحاكمة فقط، وإنما قد يأتي من سلطة الأسفل المجتمعية، من قواعد التعصب والجهل للمذاهب والعقائد والتقاليد "القروسطية" التي مازالت الحاكم المطلق، والتي تتعيش منها ومن تخلّفها أنظمة الحكم المطلقة، حين تبث فيها روح الشرعية التاريخية. الله يوفق نيكولاس في انتخابات الولاية، والله يوفقنا لنجد أرضاً تتبوأ فيها الكلمة الحرة مكانها الصحيح.