باجتماعات حضورية للمرة الأولى منذ بدء انتشار وباء كورونا، انطلقت قمة مجموعة العشرين (G20) في روما، أمس، بتسليط الضوء على القضايا الصحية، خصوصا شهادات اللقاح، إلى جانب تطورات الاقتصاد العالمي، والسعي إلى حل مشكلات سلاسل التوريد.والتقط رؤساء الدول والحكومات صورا تذكارية مع العاملين في قطاع الرعاية الصحية الذين يقفون في الخطوط الأمامية لمكافحة وباء فيروس كورونا، في خطوة لافتة وغير معتادة تقديراً لجهودهم خلال الأزمة التي قلبت وجه الحياة على مستوى العالم.
وتقدّم الحضور بالقمة الرؤساء الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب إردوغان والبرازيلي جايير بولسونارو ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وخليفتها المحتمل أولاف شولتز ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في حين شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، عبر تقنية الفيديو.وعلى عكس أجواء قاتمة خيمّت قبل الاجتماعات، شهدت قمة روما أجواء تصالحية تبادل خلالها الرؤساء، خصوصاً الأميركي ونظيره التركي التحية خلال التقاط الصور التذكارية قبل لقائهما الثنائي، في خطوة لتطويق أزمة متصاعدة ومستمرة منذ أشهر، فاقمها تلويح إردوغان بطرد سفير واشنطن مع 9 من نظرائه الغربيين، وإصرار بايدن على خروج تركيا نهائياً من برنامج طائرات F35.وبعد أزمة الغواصات الأسترالية، التي أكدت فرنسا أن حلّها مع واشنطن يستغرق وقتاً ودفعتها لدعوة أوروبا إلى إنهاء الاعتماد على الحماية الأميركية، التقى بايدن مع ماكرون لأول مرة منذ اندلاع هذا النزاع، واتفقا على بحث كيفية جعل قواعد تصدير الأسلحة أكثر فعالية، ومعالجة أحد مصادر الخلاف.وقال الرئيسان، في بيان مشترك على هامش قمة مجموعة العشرين، «نعتزم بدء حوار استراتيجي للتجارة الدفاعية بين الولايات المتحدة وفرنسا لتعزيز وجهة نظر مشتركة حول الوصول إلى أسواق الدفاع وقضايا التصدير».وفي حين يجتمع بايدن مع رؤساء الدول الأوروبية لمناقشة ملف إيران على هامش القمة التي تختتم اليوم، ذكر مسؤول بالبيت الأبيض، ليل الجمعة ـ السبت، أن القادة المشاركين في الجلسة العامة سيعلنون رسمياً دعم القرار الذي تم التوصل إليه بشأن الحد الأدنى من الضرائب على الشركات العملاقة بنسبة 15 بالمئة، وسيعلنون التزامهم بتطبيق ذلك في 2023.ولفت المسؤول إلى أن بايدن سيثير مسألة الخلل في العرض والطلب في أسواق الطاقة العالمية من أجل تعزيز الانتعاش الاقتصادي بعد أزمة جائحة كورونا، موضحاً أن «الطلب على الطاقة عاد إلى مستويات ما قبل الجائحة، بينما العرض لم يعد بعد».وعندما سُئل عما إذا كان سيتم إخطار منظمة أوبك، قال: «لا، نحن لسنا طرفاً في أوبك، وبالتأكيد لن نتدخل في تفاصيل ما يحدث في التكتل، لكنْ لدينا صوت ونعتزم استخدامه في قضية تؤثر على الاقتصاد العالمي بقدر تأثير أسعار الطاقة».وأوضح أن ذلك سيحصل «في قمة العشرين، حيث هناك المستهلكون والمزودون، ونريد استخدام صوتنا للتشديد على أهمية حدوث توازن واستقرار في أسواق النفط والطاقة».وأفاد بأن صندوق النقد توقّع نمواً للولايات المتحدة بنسبة 6 بالمئة، وسيكون ذلك الأكبر خلال 40 عاماً.وبحسب ما جاء في مسودة بيان نقلته وكالة رويترز، سيتعهَّد قادة «G20» بإنشاء مجلس عالمي للصحة والتمويل، والتصدي للتغير المناخي، إضافة إلى محاربة «الحمائية التجارية».وسيعلن القادة التزامهم بالتصدي لـ «المخاطر الوجودية للتغير المناخي»، ويؤكدون إقرارهم بوجوب اتخاذ إجراءات فورية لضمان تحقيق الهدف المتمثل في «كبح الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية».وسيجدد قادة المجموعة التزامهم بـ «الإنهاء التدريجي للدعم الحكومي للوقود الأحفوري، وترشيد استخدامه بحلول 2025».وسيتعهَّد القادة بالعمل على «تحويل ما نسبته 30 بالمئة من اليابسة والمحيطات والبحار، إلى محميات أو مناطق للحفاظ البيئي بحلول عام 2030، وفقاً للظروف الخاصة بكل دولة».وتأتي قمة روما التي يشارك بها قادة الدول التي تمثّل 80 بالمئة من الاقتصاد العالمي و60 بالمئة من سكان العالم، وما يقدّر بنحو 80 بالمئة من انبعاثات الكربون، عشية المؤتمر الدولي للمناخ (كوب 26) الذي سينعقد في غلاسكو بأسكتلندا.وتنطلق أعمال «كوب 26»، اليوم، بمشاركة نحو 30 ألف شخص يمثلون كل دول العالم من ضمنهم العشرات من زعماء الدول ورؤساء الحكومات.ويترأس وفد الكويت المشارك في أعمال المؤتمر، ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد.
دوليات
«G20» وقمة غلاسكو... اقتصاد ومناخ و«لقاحات» ومصالحات
31-10-2021