علّق المتمرّدون اليمنيون الأحد صور وزير الإعلام اللبناني جورح قرداحي في صنعاء تأييداً لتصريحات أدلى بها حول الحرب في البلد الفقير، والتي تسببت بأزمة كبرى بين لبنان وأربع دول خليجية في مقدمتها السعودية التي تقاتل الحوثيين.

كما قرر المتمردون أيضاً الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ العام 2014، إعادة تسمية شارع الرياض التجاري باسم شارع جورج قرداحي، حسبما أفاد تجّار في الشارع وكالة فرانس برس ووسائل إعلام محلية.

Ad

وعُلقت لافتات ضخمة على أعمدة الإنارة والكهرباء في عدّة شوارع في صنعاء تحمل صورة قرداحي، وهو مقدّم برنامج مسابقات تلفزيوني سابقاً، وإلى جانبها عبارة «نعم جورج حرب اليمن عبثية».

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري بقيادة السعودية ويضم البحرين والإمارات ودولاً أخرى، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم كثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.

وأكدت الأمم المتحدة مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً، فيما تتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع كافة بارتكاب «جرائم حرب».

وكان قرداحي اعتبر في مقابلة تلفزيونية بُثّت الاثنين وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في سبتمبر، أنّ المتمردين الحوثيين «يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي»، معتبراً أن الحرب «عبثية».

وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان عن «رفضها» للتصريح، مشيرة إلى أنه «لا يعبر عن موقفها»، لكنّ قرداحي رفض «الاعتذار» عن «آرائه الشخصية»، قائلاً «أنا لم أخطئ في حق أحد، ولم أتهجم على أحد، فلم أعتذر؟».

ودفع موقفه هذا السعودية إلى سحب سفيرها لدى بيروت الجمعة والطلب من السفير اللبناني مغادرة الرياض ووقف كل الواردات اللبنانية إليها، واتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، فيما قرّرت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت.

في المقابل، أثنى المتمرّدون على موقف الوزير اللبناني، ودعوا إلى مقاطعة المنتجات السعودية وإلى تعليق صوره في شوارع العاصمة.

ويضع الخلاف الحكومة اللبنانية تحت مزيد من الضغوط في ظل تردي الوضع الاقتصادي والانهيار في سعر صرف العملة المحلية وقلّة المحروقات، ويعرقل خططها للحصول على دعم مالي من الخليج.

ويسود فتور بين السلطات اللبنانية والسعودية منذ سنوات، في ظل اتهام الرياض المسؤولين اللبنانيين بعدم التصدي لحزب الله، بعدما كانت الرياض من أبرز داعمي لبنان سياسياً ومالياً، قبل أن يتراجع دعمها تدريجياً، امتعاضاً من دور حزب الله المدعوم من إيران، خصمها الإقليمي الأبرز.

وتقول الرياض أن حزب الله يدّرب الحوثيين في اليمن ويساعدهم على تطوير قدراتهم لمهاجمة المملكة المجاورة.