بثينة العيسى: طموح أي كاتب أن يكون مقروءاً في مصر
ناقشت روايتها «السندباد الأعمى» في القاهرة بحضور باقة من المثقفين
ناقشت الكاتبة الكويتية بثينة العيسى روايتها «السندباد الأَعمى... أطلس البحر والحرب»، في ندوة موسعة بالقاهرة، بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء، وأكدت سعادتها بهذا الحضور، مضيفة أن طموح أي كاتب أن يكون مقروءا في مصر.
استضافت مكتبة تنمية في منطقة المعادي، جنوب القاهرة، الأديبة الكويتية بثينة العيسى، لمناقشة وتوقيع روايتها "السندباد الأَعمى... أطلس البحر والحرب"، بالتعاون مع منشورات "تكوين"، وحاورها الكاتب المصري طارق إمام، وسط حضور عدد من المثقفين والكتاب، وأثار الحوار قضية اختيار عناوين الأعمال الروائية والأدبية، وهل تكون نابعة من مضمون العمل ومعبرة عنه، أم من خارج جسد النص؟وفي مستهل حديثها، قالت العيسى إن طموح أي كاتب أن يكون مقروءا في مصر، معتبرة وجود قراء لها في مصر أحد أجمل أحلامها، وأضافت: "دائما أستشهد بأبيات شعر قيس بن الملوح: وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا، ولذلك في اعتقادي لا أكتب لسبب واحد أو لسبب معين".
كبسولة جيدة
وعن سبب اختيارها عنوان الرواية أوضحت العيسى: "لا أجد مشكلة في عنوان الرواية من خارج جسد النص"، مبينة أنها استوحت الفكرة من عمل روائي للإيطالي إمبرتو ايكو بعنوان "الوردة"، "فلا يوجد في عمله ورود، وسماها بهذا الاسم لأن العنوان تكون له علامة دلالية، وأردت اتباع الطريقة نفسها".وعن اختيارها للعنوان في كتاباتها الأدبية، قالت: "عادة ما أكتشف عنوان العمل خلال منتصف الكتاب، وقد يكون جملة، لكن لها تردد قوي في ذهني، وأصفها بأنها كبسولة جيدة. وهناك سبب آخر لاختيار الاسم، وهو يعود إلى رحالة ومستشرق يدعى ألين، كان قد كتب كتابه عن السفن الشراعية التي كانت تنقل البضائع للخليج وعلى متنها بحارة، حتى غاصت السفينة لؤلؤ، وأطلق عليها فيما بعد السندباد، فضلا عن أن الكلمة نفسها تعد مطلع أحد أهم دواوين الشعر في الكويت، وهو ديوان مذكرات بحار، ويبدأ بـ "سأعيد إلى الدنيا السندباد".فرععنوان النصي
وقال طارق إمام: "في السندباد الأعمى، لم تجد الروائية الكويتية جملة من داخل النص تستعين بها في عنوان الرواية، التي تتناول فصلا قديما في العلاقة القوية بين العراق والكويت.واستدعت مقولة إمام إجابته عن كيفية اختياره عناوين أعماله، بأن العنوان هو آخر شيء يستطيع التفكير فيه، مضيفا: "أنا لا أستطيع أن أكتب رواية وأنا على علم باسمها، فالعنوان يأتي دائما في نهاية العمل، وهناك عناوين للروايات يتم تغييرها في نهاية العمل، وأعول على عنوان الرواية في نجاحها، فالعنوان في النقد الأدبي هو العتبة النصية ومفتاح القراءة، وهناك من يشتري الرواية لمعرفة كاتبها، وآخر يشتريها من جاذبية العنوان، كما أن العنوان نص صغير موازٍ له استقلاليته، وليس مجرد ترجمة لما يحدث في الرواية".ولفت الى أن قضية اختيار عناوين الأعمال الأدبية مثار خلاف دائم، ولا يستطيع حسمها أحد، ويختلف الأمر من رواية لأخرى، كما هو الأمر لدى الأديب ابراهيم عبدالمجيد، الذي يختلف مع رأي الأديب يوسف القعيد، حيث يرى أهمية أن يكون العنوان معبرا عن العمل الذي يكتبه، أو كما يرى محمد المنسي قنديل أن مسار الرواية يرغمك على تغيير العنوان أكثر من مرة ليكون أقرب إلى جو الرواية".رشاقة السندباد
وتتناول رواية "السندباد الأعمى" فترة بالغة الأهمية للوطن العربي وليس فقط للكويت، وبرشاقة محببة تتنقل الكاتبة بين الماضي والحاضر وبين الطفولة والكِبر وبين الحرب ووباء كورونا، وتحمل سيدات الرواية تشابها مع بطلات قصص "ألف ليلة وليلة"، إذ انطلقت بداية ألف ليلة وليلة من مبدأ الخيانة لزوجة شهريار الأولى، وكذلك السندباد الأعمى تنطلق من واقعة الخيانة.وعلقت العيسى على هذا التشابه بأنه الاتصال بين الرواية التاريخية للعالم الواقعي والشخصيات والحكاية مع التراث.وقال إمام: "أعتقد أن للرواية ماضيين، الماضي المتصل بأحداث الرواية حيث الحرب، والآخر له علاقة بنص حكايات ألف ليلة وليلة، واتضح وجود تاريخ آخر وهو ذاكرة مناير".وتابع: "جملة مناير لا تخشى الرجال... تخشى أشياء كثيرة ليس من بينها الرجال، كانت مدخلا جعل القراء يلاحظون وجود علاقة عميقة بين السندباد الأعمى وألف ليلة وليلة، وتقدم العيسى رواية تحمل كل مكونات الإبداع، بلغة أدبية بسيطة وساحرة تضعنا أمام التاريخ والحب والحرب والألم والصداقة والقسوة ونظرة المجتمع وعاداته".