أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً أمس، بسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وأعرب الملك سلمان، خلال الاتصال، عن تقديره لما قامت به دولة الكويت من إجراءات تجاه التصريح الذي أدلى به وزير الإعلام اللبناني، وبما يعكس تضامن دول مجلس التعاون الخليجي. بدوره، عد سمو الأمير، كما نقلت عنه "واس"، أن ما اتخذته بلاده من إجراءات يؤكد وحدة دول مجلس التعاون، وعمق الأخوة بين شعوبه كافة.
وأجرى الملك سلمان اتصالاً هاتفياً بملك البحرين حمد بن عيسى، عبّر خلاله عن شكره، نظير ما قامت به البحرين من إجراءات تجاه تصريح وزير الإعلام اللبناني، وبما يجسد تضامن السعودية والبحرين، ويعكس وحدة دول مجلس التعاون.
قرداحي يتصلّب
وفي لبنان، يبدو أن القرار بالمواجهة اتخذ من قبل حزب الله الذي قال كلمته منذ اللحظة الأولى، في بيان عالي اللهجة، رافضاً استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي تسببت تصريحاته حول حرب اليمن، وادعاءه أن السعودية هي المعتدية والمتمردين الحوثيين يدافعون عن أنفسهم. وبعد ساعات من زيارته الى البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي الذي طالبه بالاستقالة لتجنيب البلاد تداعيات خطيرة، أعلن قرداحي، في تصريح تلفزيوني، أن استقالته من الحكومة غير واردة.وكانت المصادر قالت إن قرداحي قال للراعي إنه لا يتمسّك بالمنصب، لكن يجب أن يشاور مرجعيته السياسية. وفي وقت سابق من يوم أمس الأول، كان زعيم تيار المردة سليمان فرنجية أعلن من بكركي رفضه استقالة قرداحي، قائلا "لم آت به وزيرا لأتخلى عنه". لكن اللافت كان تهديد فرنجية بأنه لن يعيّن بديلاً لقرداحي في حال استقالته، مما يعني أنه سيصبح خارح الحكومة. يأتي ذلك منسجما مع موقف حزب الله الذي هدد باستقالة كل الوزراء الشيعة في حال استقال وزير الإعلام.دعم من حزب الله
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله)، النائب حسن فضل الله، أمس، رفض حزب الله لـ "الضغوط التي تمارَس على وزير الإعلام، سواء جاءت من جهات في الحكومة أو من جهات خارجية". وأضاف: "إننا نقف إلى جانب قرداحي، لأنّه لم يخطئ، لكن مع الأسف توجد ضغوط قويّة عليه، فهناك أناس ليست لديهم كرامة ولا حتّى شرفهم الوطني موجود، لأنهم يهولون على قرداحي بأن البلد سيخرب وما إلى هنالك، ونحن برأينا أن القضية ليست متعلقة بالاستقالة ولا لها علاقة بشخص، فهم سيكملون بمسارهم لإخضاع كل البلد، ولذلك نحن موقفنا في هذا الموضوع إلى جانب البقاء كما نحن، ولتذهب الحكومة إلى إكمال عملها، وكفى تهويلا".وفيما بدا أنه رد على بيان رؤساء الحكومات السابقين، الذي تمسّك "بعروبة لبنان" قال فضل الله: "العلاقة مع الأشقاء لا تكون بالفرض والإكراه، ولدينا نموذجان، نموذج يمارس التهويل والحصار والعزل والتهديد، وفي المقابل لدينا نموذج آخر للعلاقات العربيّة، وهو العلاقات مع سورية، ونحن لا نتحدّث عن العلاقات خارج الدائرة العربيّة طالما أنّهم يتحدّثون عن العرب والعروبة والعلاقات العربية والأشقاء العرب؛ فلدينا نموذج العلاقات مع سورية".موقف حازم
من ناحيته، جدد البطريرك الماروني، أمس، دعوته الى إجراءات لحل الأزمة، معرباً عن تطلعه بأن يتخذ كل من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، "خطوة حاسمة تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية - الخليجية".واعتبر الراعي أن "أهم إنجاز للقوى السياسية هو عدم انجرارها في لعبة الدول، ولا سيما في هذه المرحلة الإقليمية الدقيقة"، مشددا على "ضرورة اتخاذ موقف حاسم دفاعا عن كل اللبنانيين، مقيمين أم في الخارج". وقال الراعي: "قمت في مطلع الأسبوع بمبادرة، إذ لم يكن جائزا أن نتفرج على التدهور المتسارع من دون أن نتحرك، فلبنان لنا جميعا، ومسؤولية البحث عن الحلول مسؤوليتنا جميعا".وأكمل الراعي: "رأينا أخطارا توقف الحكومة عن الاجتماع، ورأينا بحزن اندلاع اشتباكات في الشارع ردّتنا إلى مرارة الحرب الأهلية، ورأينا غرابة الهجوم السياسي على القضاء وكأنه لا فصل بين السلطات"، مؤكدا "وجوب إيلاء المصلحة الوطنية الاعتبار الأول، ووجوب الالتفات لهموم الناس في ظل الأوضاع الصعبة".حكومة ميقاتي
في هذه الأثناء، يستعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة غلاسكو للمناخ، وسط تقارير عن اتصالات فرنسية - أميركية مع السعودية لوقف التصعيد. ويبدو أن اتصالات أجرتها باريس ومشاركة القائم بالأعمال الأميركي في اجتماع خلية الأزمة قد كبحا الضغوط لاستقالة الحكومة، لكن الاحتمالات قائمة ومرتفعة بانفجار داخلي لمجلس الوزراء غير القادر بالأساس على الاجتماع، بسبب أزمة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت.«الكتائب»: حذّرنا مراراً
وفي لقاء مع الجالية اللبنانية بمدينة لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا، قال رئيس حزب الكتائب سامي الجميل "إننا اليوم لا ندفع ثمن تصريح وزير الإعلام، فهو إذا عُين وزيراً فلأن كل القوى السياسية اللبنانية استسلمت منذ سنوات لإرادة حزب الله، وقد حذّرنا مراراً من أن انتخاب حليف حزب الله لرئاسة الجمهورية والمشاركة في الحكومات المتتالية، والتصديق على قانون الانتخاب سيعطي حزب الله الأكثرية، وسيجعله يسيطر على المؤسسات.اليوم استولى على رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، إضافة الى سيطرته على الأرض، مؤكداً الحاجة الى استعادة بلدنا من يد حزب الله، ومن يد كل من ساوم على سيادة لبنان واستقلاله وعلى حقوق الشعب اللبناني".وأجرى وزير الخارجيّة اللبناني عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفيا بنظيره العُماني بدر بوالسعيدي، مثمنا "البيان الصادر عن الخارجية العمانية بخصوص الأزمة الراهنة"، ومؤكدا "أهميّة الحوار والتفاهم لتجاوزها، وحرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات الأخوية مع أشقائه العرب والخليجيين".وكانت "الخارجية" العُمانية أعربت في بيان "عن أسفها العميق لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية"، ودعت الجميع إلى "ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم، بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا في الأمن والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".غاز مصر إلى لبنان نهاية العام
أكد وزير البترول المصري طارق الملا، أن "مصر ستبدأ تصدير الغاز إلى لبنان نهاية العام الحالي".ولفت الملا، في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي"، إلى أن "صادرات مصر من الغاز المسال، تبلغ حاليًا نحو 1.8 مليار قدم مكعبة يوميًا"، موضحاً أن "إنتاجها اليومي يتراوح في الوقت الراهن بين 7 و7.2 مليارات قدم مكعبة".