اختتمت قمة دول مجموعة العشرين "G20" أعمالها، أمس، بتفاهم من أجل حصر الاحترار المناخي بـ 1.5 درجة، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، في حين برزت نتائج لقاءين منفصلين عقدا على هامش القمة، التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، حيث تمخض الأول عن "تفاهم" بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب إردوغان واعقب الثاني، الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "مناكفة" بشأن الخلاف حول حقوق الصيد البحري.

وعقب اجتماع بايدن وإردوغان، الذي يأتي في خضم توتر وخلافات متصاعدة بين واشنطن وأنقرة بعدة ملفات حساسة، ذكرت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء أن الزعيمين بحثا خلال الاجتماع "الخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار المنظور المشترك لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين".

Ad

وأضافت أن الرئيسين أكدا أهمية العلاقات الثنائية في إطار حلف شمال الأطلسي "ناتو" وأرضية الشراكة الاستراتيجية، ورحبا بالخطوات المتبادلة في ملف تغير المناخ.

إلى ذلك، أفادت وكالة "رويترز" أن محادثات الرئيس الأميركي ونظيره التركي، بحثت طلب تركيا شراء طائرات "إف16" مقاتلة، والتوتر بين البلدين بشأن حقوق الإنسان.

وجاء الاجتماع، الذي استغرق نحو ساعة و10 دقائق، بعد توتر العلاقات بين البلدين، اثر إعلان الرئيس التركي اعتبار 10 سفراء لدى أنقرة بينهم السفير الأميركي "أشخاصاً غير مرغوب فيهم" قبل أن يتراجع عن ذلك، وبالإضافة إلى الإشكال الدبلوماسي بشأن مسألة تسليم مقاتلات من نوع (اف - 35) الأميركية والتي اشترتها تركيا ولم تتسلمها من واشنطن.

من جهة ثانية، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن من روما توصل بلاده إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ينص على إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات الأوروبية من الفولاذ والألومنيوم، بأنه فتح لـ"حقبة جديدة" في العلاقات عبر الأطلسي.

وخلال مؤتمر مشترك، مع بايدن، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من جهتها، بهذه "الخطوة المهمة".

عنوان فرعي

من جانب آخر، عقد الرئيس الفرنسي لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني، في محاولة لاحتواء التوتر بين البلدين الحليفين بشأن حقوق الصيد البحري.

وغداة حصول ماكرون على "ترضية أدبية" من الرئيس الأميركي بشأن "أزمة الغواصات الأسترالية" التي ساهمت في تأجيج مشاعر باريس تجاه لندن، ذكر الإليزيه أن اجتماع ماكرون مع جونسون، أطلق بعض الإجراءات العملية التي تهدف إلى خفض التوتر بين الجانبين، بعد أزمة الصيد في بحر المانش.

وذكرت تقارير نقلا عن الإليزيه أن ماكرون أبلغ جونسون أنه يتوقع من بريطانيا الالتزام بـ"قواعد اللعب وبتوقيعه" على اتفاقية "بريكست" بشأن الصيد.

لكن التقارير التي استندت لمصادر فرنسية رجحت أنه ليس هناك انفراجة قريبة في النزاع الذي وصل ذروته الجمعة الماضية باستدعاء بريطانيا لسفير باريس، بعد أن هددت الأخيرة بإجراءات انتقامية رداً على احتجاز البحرية البريطانية لسفينة فرنسية. إلا أن الحكومة البريطانية سارعت بـ"تكذيب" إعلان فرنسا بأن الطرفين اتفقا على نزع فتيل الأزمة المرتبطة بحقوق الصيد ما بعد "بريكست"، مشددة على وجوب تنازل باريس.

وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني، خلال قمة مجموعة العشرين في روما: "إذا أرادت الحكومة الفرنسية التقدّم بمقترحات لخفض التصعيد في تهديداتها، فنرحب تماما بذلك. موقفنا لم يتغيّر".

على صعيد منفصل، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، نظيره الصيني وانغ يي، على هامش "G20"، وهو اللقاء الثاني بينهما في خضم التوترات الصينية الأميركية بعدة ملفات من بينها التجارة، وحقوق الإنسان، وقضية تايوان، ووباء "كوفيد 19".

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، إن بلينكن أبلغ يي، بأن واشنطن تعارض الإجراءات التي اتخذتها بكين وتسببت في تصعيد التوتر في مضيق تايوان.

وأضاف أنه خلال اجتماع استمر ساعة مع يي أوضح بلينكن جليّا أن واشنطن تعارض أي تغيير أحادي من جانب بكين للوضع الراهن حول تايوان.

وأردف المسؤول أن الولايات المتحدة تريد إدارة المنافسة الشديدة بين أكبر اقتصادين في العالم بشكل مسؤول، مضيفاً أن الجانبين أقرا بأن فتح خطوط الاتصال بينهما أمر بالغ الأهمية.

وكان اللقاء الأول بين بلينكن ويي جرى في مارس الماضي في ولاية ألاسكا الأميركية، ووجه الوفد الصيني وقتذاك توبيخاً للجانب الأميركي أمام الكاميرات.