في خطوة تهدف، على ما يبدو، الى زيادة الضغوط على رجل الدين الشيعي العراقي النافذ مقتدى الصدر، أبلغ «الإطار التنسيقي للقوى الشيعية»، الذي يضمّ معظم القوى الشيعية باستثناء «التيار الصدري»، الفائز الأول في الانتخابات الأخيرة، رفضه بالإجماع التجديد لولاية ثانية لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وذكر مصدر، لوكالة شفق العراقية، أن مبعوثاً من «الإطار التنسيقي» بعث رسالة إلى الوفد التفاوضي للتيار الصدري مضمونها أن قادة الكتل الشيعية اتفقوا، في اجتماع سابق، على أن يكون رئيس الوزراء في المرحلة المقبلة توافقياً ومن داخل البيت الشيعي، وعلى أن يتم اختياره وفق المصلحة العليا للعراق بموافقة الجميع.

Ad

ووفقا للمصدر، حث «الإطار التنسيقي» «التيار الصدري» على «الجلوس إلى طاولة حوار مع الكتل الشيعية المتمثل به من أجل الاتفاق على اختيار شخصية مناسبة لرئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة.

وفي اليوم نفسه، أكد الصدر توجهه لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، مشيراً إلى أنه ليس لديه خلاف مع الكتل السياسية الأخرى، سوى «مسألة الإصلاح الداخلي والخارجي». وشددت الكتلة الصدرية، التي تصدرت نتائج الانتخابات التشريعية في 10 أكتوبر الماضي بواقع 73 مقعداً نيابياً، على أن رؤيتها السياسية قد تغيّرت عن السابق، ولن تقبل بالمحاصصة وتقاسم السلطة هذه المرة. وشدد الصدر، في تغريدة، على ضرورة أن يكون في البرلمان «جهتان، جهة موالاة تشكّل الحكومة وتأخذ على عاتقها الإصلاحات بمستوياتها كافة، والثانية معارضة، يكون توافقها استشارة ملزمة للأولى من دون تهميش»، مشيرا إلى أن كل ذلك يكون «ضمن أسس الديموقراطية».

بدوره، تمسّك تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، أمس، ببقاء هيئة الحشد الشعبي وعدم حلها أو دمجها بالوزارات الأمنية، مطالباً القوى السياسية الفائزة بإعطاء تطمينات لبقائه في المرحلة المقبلة.

وقال القيادي في التحالف، أحمد الكناني، إن «الخروج من الاشتداد السياسي يتطلب حل الأزمة وتكثيف الجهود وتقديم تنازلات من قبل الكتل لغرض المضي بالعملية السياسية، على اعتبار أن العراق لا يتحمل المزيد من المشكلات السياسية وتأثيرها على البلاد».

وطالب الكناني الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات، بـ «إعطاء تطمينات للقوى السياسية الأخرى، لأن بعضها تتحدث عن محاولات حل أو دمج الحشد الشعبي، ونحن لا نريد الدخول بمشكلات جديدة».

وتابع: «على الكتل السياسية الفائزة أن تعرف مسؤوليتها وأهمية الوضع وإعطاء تطمينات للكتل الأخرى من أجل الحفاظ على الوضع الحالي ونحن بأمسّ الحاجة إلى بقاء الحشد الشعبي، على اعتبار أن الوضع الأمني غير مستقر في الكثير من المناطق، وآخرها الحادثة الأخيرة في محافظة ديالى».

ومخطط دمج قوات الحشد الشعبي بالقوات المسلحة، ليس وليد اللحظة، وكان آخر مرة أثير عبر وسائل الإعلام، عندما أعلن عنه رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي، إلا أنه سرعان ما قوبل برفض شديد من قادة الفصائل المسلحة المنضوية في الحشد، حتى تم تمييعه. وبمناسبة بدء العام الدراسي، دعا الكاظمي، الطلاب أمس إلى عدم الاستماع لأي شخص يحاول زرع الطائفية والعنصرية في عقولهم. وقال خلال زيارة لمدرسة العقيدة للمرحلة الثانوية: «لا تستمعوا لأي شخص يحاول أن يزرع في عقولكم عناوين الطائفية والعنصرية، ومعنى العنصرية والطائفية هو أن يكره الطالب أو الطالبة الذي يجلس بجانبه على الرحلة نفسها، لأنه من غير دين أو قومية، أو غير مذهب، أو غير معتقد وفكر».

وحثّ رئيس الوزراء العراقي طلاب بلاده أيضا على عدم الإنصات «للذين يحاولون أن يفرّقوا بينكم، وتمسكوا بعراقيتكم، هناك أشرار يعيشون حتى يفرقوكم عن بعض، قولوا لهم نحن عراقيون، كلّنا سواسية، وكلنا مواطنون، لنا حقوق وعلينا واجبات».