حول خفض الدعوم
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
فتخفيض الدعم عن التعليم جاء بكلمة عامة عن المساواة العمياء في الخفض للبعثات الداخلية والخارجية، فهل سيتم تخفيض الدعم لمخصصات الطلبة، على سبيل المثال، على طالب طب يدرس في كمبردج أو ستانفورد مثل طالب يدرس إدارة أعمال في دكان من دكاكين الكثير من الجامعات الخاصة الداخلية، وهي التي كانت فكرتها أساساً تخفيض الضغط عن جامعة الدولة المنكوبة، فأصبحت تلك البقالات بدورها وسيلة تربّح تجاري رخيص من الدولة بتعليم لا يقل سوءاً ورداءة عن جامعة الكويت.أيضاً يمكن أن نسأل ما إذا ستكون مسطرة المساواة في خفض دعم الطاقة مثل الكهرباء والماء والغاز المسال واحدة لأفراد ومؤسسات حصلوا على أراض من الدولة بثمن بخس، مثلهم مثل موظف يسكن في شقة متواضعة براتب في حدود 1400 دك! هل ستراعي السلطة فوارق الدخول في أعمال خفض الدعم، أم ستبقى حليمة على عادتها القديمة؟ كذلك لم يأتِ أي ذكر لمسألة العلاج بالخارج وتخفيض الدعم عن العلاج السياحي، وهو أداة السلطة السهلة لترضية أصحاب نفوذ ونواب مقربين لها.أخيراً، فإن تخفيض الدعوم لا يمكن أن يكون عادلاً، ما لم يصاحبه نظام متكامل وعادل للضريبة التصاعدية، فالقاعدة هي الغُنم بالغرم، والذين غنموا الكثير من أموال الريع عليهم غرم مقابل ما غنموه لسنوات طويلة.كلمة أخيرة: تخفيض الدعوم لن يحلّ معضلة دولة أحادية الدخل بسلطة أيضاً أحادية القرار السياسي، ولكن كما يقال "العوض ولا القطيعة".ملاحظة تصويب: ذكرت في مقال الأحد اسم أنسي الحاج كأحد سجناء الرأي في العالم العربي، والصحيح هو الباحث ياسين الحاج صالح، الذي كان طالب طب في جامعة دمشق وأُسر لسنوات طويلة وأفرج عنه، هذا ما أتذكره من كتاب سيرته الذاتية.