بوصلة: إدارة التغييرات الجديدة
![د. عبدالعزيز إبراهيم التركي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/332_1709994422.jpg)
والتغيير يتطلب اتباع نمط معين وخطوات محددة كما ذكرها عالم النفس الاجتماعي كورت لوين حيث يقول: "يجب أن تدرك الإدارة أولاً الحاجة إلى التغيير، ثم يجب تحديد طريقة التغيير، ثم تقليص وإلغاء الوضع الراهن، ثم الانتقال إلى حالة جديدة، وأخيراً: إعادة إنشاء وتثبيت الوضع الراهن الجديد". وقدم الخبير كيرت ليفن نموذجاً أساسياً لإدارة التغيير في أربعينيات القرن الماضي، ويعتمد على ثلاث خطوات رئيسة: 1- الإذابة.2- التغيير أو التداخل. 3- التجميد. هذه الخطوات تسهم في تفكيك الوضع الراهن من خلال تحرير العاملين من أي قيود للتعرف على المشاكل الحالية، وتحديد التغيير الذي يجب أن يطرأ على الوضع الراهن، وينتهي بتجميد ما تم الوصول إليه من تغيير والبقاء عليه وحمايته وضمان استمراره وبقائه. ويعتمد نجاح نماذج التغيير على دعم ومشاركة الإدارة العليا في المؤسسة ومستويات التفويض، ورضا العاملين المتأثرين بالتغيير، وسرعته ونتائجه المباشرة في المدى القصير، ودرجة مقاومته، ومدى الالتزام به والإبداع والابتكار والتجديد المستمر.أما تحديات إدارة التغيير على مستوى دولة الكويت، فصعبة للغاية لعدم ثبات فريق الإدارة، ولتداخل الاختصاصات والتشريعات والهياكل التنظيمية التي أسهمت في تباطؤ القرارات بجانب بيرقراطية المعاملات التي أدت إلى تدني مستوى الخدمات وتعثر الأجهزة الحكومية في تنفيذ مشاريع التنمية وإنجاز مستهدفاتها الرئيسة، كتنويع مصادر الدخل والطاقة، وتوفير فرص عمل وإنجاز المشاريع الكبرى واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ووقف الهدر وإعادة تأهيل وتنظيم قطاعات البلد النفطية والعقارية والسياحية والرياضية والصحية والتعليمية. فإدارة التغيير وعمليات إعادة الهيكلة والتطوير الإداري من أهم التحديات التي تواجه القيادات في المؤسسات والمنظمات الحكومية الراغبة في استبدال البيروقراطية بالطرق المبتكرة والتطبيقات الذكية وأنظمة الإدارة الرشيدة القادرة على إجراء تغييرات قيادية واستراتيجية وإدارية وسلوكية ومؤسسية واقتصادية وبيئية واجتماعية وسياسية وتشريعية وتعليمية ومهنية ورقابية وشاملة بكل كفاءة وحرفية ومصداقية تضمن إدارة التغييرات الجديدة باتجاه تحقيق رؤية البلد على أرض الواقع.