خطة إیرانية بـ 3 مليارات يورو للتصدي لهجمات إسرائيل

تشمل زيادة الإنفاق على دعم وتقوية بنية حزب الله و«الحشد» والحوثيين وفصائل في غزة

نشر في 03-11-2021
آخر تحديث 03-11-2021 | 00:04
جانب من مناورات وسط إيران أكتوبر الماضي    (إي بي أيه)
جانب من مناورات وسط إيران أكتوبر الماضي (إي بي أيه)
تتحضر إيران لمواجهة خطة إسرائيلية رصد لها ميزانية تقدر بـ1.5 مليار دولار، بهدف ضرب برنامج طهران النووي عبر زيادة إنفاقها العسكري بنحو 3 مليارات يورو، بدعم من المرشد علي خامنئي.
بعد نحو أسبوعين من إقرار إسرائيل ميزانية تقدر بـ1.5 مليار دولار، لتعزيز قدراتها على ضرب البرنامج النووي الإيراني، كشف مصدر مقرّب من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن الأخير دعا كبار القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين في طهران إلى اجتماع مغلق ليل الاثنين ـ الثلاثاء، لمناقشة «الخطة الإسرائيلية المليارية».

وأفاد المصدر الذي شارك في الاجتماع بأن معظم القادة ربطوا بين الإعلان عن الخطة الإسرائيلية والدورية الجوية التي قادتها القيادة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم) بمشاركة قاذفات «بي1» ومقاتلات عربية وإسرائيلية، فوق مياه الخليج أخيراً، واعتبروا أن الخطوتين مجرد محاولة لتكثيف الضغط على إيران للعودة الى مفاوضات فيينا بالشروط الأميركية، لكن خامنئي أصر على ضرورة التأهب لاحتمالية قيام واشنطن وتل أبيب بمهاجمة مواقع عسكرية أو نووية داخل البلاد، خاصة في ظل معلومات استخبارية إيرانية عن تكثيفهما لأنشطة التجسس وجمع المعلومات حول البرنامج النووي.

وقال المصدر إن المرشد شكّل فريقاً أمنياً خاص لدراسة كل المعطيات، وحسب ما أكده هذا الفريق، فإن الأميركيين لم يقوموا بسحب جنودهم من المنطقة، على عكس ما يتم الترويج له، بل قاموا بإعادة تموضع لإبعادهم عن مدى صواريخ طهران وحلفائها، وهو ما يشير إلى احتمال التحضير لضربة والاستعداد لتفادي الرد الإيراني الانتقامي.

وحث خامنئي كعادته المجتمعين على «تحضير سيناريو» لمواجهة التهديد الأميركي ـ الإسرائيلي، وزيادة ميزانية الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية والإعلامية بالمنطقة.

ولفت المصدر إلى أن خامنئي تعهّد بصرف ما يعادل 3 مليارات يورو، من أموال مؤسساته الخاصة، لزيادة الإنفاق العسكري، في ظل عجز الحكومة التي تواجه أوضاعا اقتصادية متردية.

وتضمنت البنود التي ستوجه لها الميزانية الضخمة، زيادة إنتاج الطائرات المسيّرة عن بُعد وصواريخ الكروز والبالستية البعيدة المدى المجهز بسبائك للتخفي من الرادارات.

وأشار المصدر إلى أن الميزانية الإضافية ستشمل دعم عناصر وزارة الدفاع و»الحرس الثوري» الذين تمكنوا أخيراً من تجربة صواريخ تتخفى من الرادارات بواسطة في اليمن وسورية بنجاح.

ولفت إلى حصول تلك العناصر على تكنولوجيا تصنيع محركات تمكن الصواريخ والمسيّرات من مضاعفة سرعتها السابقة للإفلات من أنظمة الدفاع التقليدية لدى إسرائيل ودول المنطقة، لكنّ الضائقة المالية التي تمرّ بها طهران حالت دون إنتاجها بشكل واسع.

كما ستعمل الأجهزة الإيرانية على تسريع وزيادة إنتاج «صواريخ بعيدة المدى ضخمة جداً وقنابل خارقة للتراسانات تمكّن من استهداف مواقع وقواعد عسكرية وحساسة تابعة لإسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي دولة تتعاون معهم في الهجوم المحتمل على إيران.

والتحرك باتجاه إنتاج محركات تعمل بالطاقة النووية والبدء بإنتاج محركات ذرية صغيرة يتم استخدامها في الغواصات والسفن والطائرات دون طيار، ويمكنها من أن تسير مسافات أطول دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

كما سيشمل الإنفاق «دعم وتقوية بنية التنظيمات الموالية لإيران بالمنطقة، خاصة حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، والحوثيين في اليمن، والفصائل الفلسطينية في غزة».

وأوضح أن ذلك جاء بعد تقرير لقائد فيلق القدس إسماعيل قآني، حمل تقليص حكومة الرئيس السابق حسن روحاني لميزانية الإنفاق الفصيل المسؤول عن العمليات الخارجية مسؤولية «خروج بعض قادة التنظيمات الإقليمية عن طاعة طهران والتصرف على هواهم».

ولفت تقرير قآني إلى أن الصراع بين التنظيمات العراقية الموالية لطهران أدى إلى صراع علني تسبب في خسارة انتخابية لهم، ووضعهم على شفا صدام مسلح، على غرار ما شهده لبنان في ثمانينيات القرن الماضي بين حزب الله وحركة أمل.

من جانب آخر، ستركز زيادة الإنفاق الإيراني على ضرورة تقوية بنية «الحرب الإلكترونية» وتكنولوجيا تصنيع الرادارات وصناعة الأقمار الاصطناعية التجسسية.

ويتزامن ذلك مع دفع تسريع خطوات البرنامج النووي الايراني قبل بدء المفاوضات المرتقبة في فيينا نهاية نوفمبر الجاري، وتقوية الدفاعات الجوية، إضافة إلى نقل وتوزيع اليورانيوم المخصب والأجهزة الحديثة إلى مناطق مختلفة من البلاد، كي يصعب تدميرها جميعاً في عملية مباغتة، ووضعها بأماكن محصنة بشكل طبيعي لا يمكن حتى لأكبر القنابل الأميركية الخارقة للترسانات اختراقها أو تدميرها.

قنابل جديدة

وتقرر أن يتولى نائب رئيس الجمهورية محمد مخبر دزفولي، وقائد أركان القوات المسلحة محمد حسين باقري، وقائد فيلق القدس ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، بيمان جبلي، ووزير الأمن الإيراني إسماعيل خطيب، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، مسؤولية تشكيل لجنة خاصة لتقسيم الميزانية وصرفها.

من جهة ثانية، ادعى المصدر أن القوات المسلحة الإيرانية نجحت في الوصول إلى تكنولوجيا تمكنها من إنتاج صواريخ وقنابل تعتمد على «قدرة تفجير الخلاء» (تفريغ الهواء)، وتعادل قدرتها التفجيرية قوة «القنبلة الذرية» التي استخدمت في ضرب هيروشيما وناغازاكي، بعد إصرار المرشد على الاستثمار في تطوير السلاح الذي ستتمكن المسيّرات من حملة.

إلى ذلك، طالب أعضاء البرلمان الإيراني بـ «التعامل الحاسم» مع الرئيس السابق حسن روحاني، لما اعتبروه سوء إدارة في المقر الوطني لمكافحة كورونا، وذلك بعد الاطلاع على تقرير لجنة الصحة عن أداء روحاني، ووافقوا على إحالة التقرير إلى القضاء أمس.

كما تعهّد أكثر من 80 بلدا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خلال المؤتمر، بخفض انبعاثات الميثان، أحد الغازات الدفيئة الرئيسية المسببة للاحترار العالمي، بنسبة 30 بالمئة بحلول عام 2030، كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية.

وقالت أورسولا فون دير لايين إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن "الميثان هو أحد الغازات التي يمكننا خفضها بشكل أسرع" من غيره، مشيرة إلى أنه مسؤول عن "نحو 30 بالمئة" من احترار الكوكب منذ الثورة الصناعية.

● طهران - فرزاد قاسمي

البرلمان الإيراني يحيل إلى القضاء تقريراً عن «سوء إدارة» حسن روحاني لملف «كورونا»
back to top