شرطي سابق من أصل أفريقي يفوز برئاسة بلدية نيويورك

سيدير أكبر ميزانية بلدية في الولايات المتحدة

نشر في 03-11-2021 | 13:35
آخر تحديث 03-11-2021 | 13:35
إيريك آدامز
إيريك آدامز
بات إيريك آدامز ثاني أميركي من أصل أفريقي يتولى رئاسة مدينة نيويورك بعدما حقق هذا الشرطي السابق والناشط المناهض للعنصرية الثلاثاء فوزاً كبيراً في الانتخابات إثر مسيرة خارجة عن المألوف انتقل خلالها من شاب فقير متحدر من بروكلين ارتكب جُنحاً إلى سياسي في الحزب الديموقراطي.

وحقق المرشح الديموقراطي «61 عاماً» فوزاً كاسحاً على منافسه الجمهوري كورتيس سليوا «67 عاماً» على ما أظهرت النتائج الموقتة الصادرة عن هيئة الانتخابات ف المدينة.

ونال إيريك آدامز 67% من الأصوات مقابل 27% لمنافسه في هذه المدينة المصنفة يسارية وتشهد تفاوتاً اقتصادياً واجتماعياً صارخاً بين فئات المتجمع.

وقال آدامز مبتسماً أمام مناصريه في أحد فنادق بروكلين «حققت هذا المساء حلمي ومن كل قلبي أريد رفع الحواجز التي تمنعكم من تحقيق أحلامكم».

وقال الأميركي من أصل أفريقي جاكوان ريفرز رئيس جمعية مجلية وصديق رئيس البديلة الجديد، «بات للعمال صوت».

ويشكل هذا الفوز تكريساً لمسيرة إيريك آدامز الذي ترعرع في عائلة فقيرة في بروكلين وكوينز حيث ارتكب جُنحاً وتعرض لعمليات توقيف عنيفة من قبل الشرطة قبل أن يصبح ضابطاً فيها ويؤسس نقابة في صفوفها لمحاربة العنصرية.

وخاض بعد ذلك غمار السياسية وانتخب عضواً في مجلس الشيوخ المحلي في ولاية نيويورك ثم رئيساً لدائرة بروكلين ما يشكل منصة للوصول إلى البلدية.

كان آدامز اعتبر وهو يبكي متأثراً بعد الادلاء بصوته الثلاثاء في الحي الذي ولد فيه أن هذا الاقتراع يشكل ثأراً اجتماعياً للشاب المتواضع الحال ولكل أبناء نيويورك من الطبقات الشعبية.

وقال انتوني وليامسون وهو عامل في الثامنة والخمسين بعد تصويته لصالح آدامز «هذا تاريخي! هذا أمر رائع ويظهر أننا نملك جميعاً فرصة تحقيق ما نصبو إليه في نيويورك والولايات المتحدة مهما كان لون بشرتنا».

في آخر أيام الحملة التي تمحورت على انعدام الأمن، خاض آدامز مناظرة تلفزيونية مع منافسه الجمهوري سليوا الذي يعتمر على الدوام قبعة حمراء وأنشأ العام 1979 نوعاً من الميليشيا باسم «الملائكة الحراس» كانت تسيّر دوريات طوعاً للتصدي للاعتداءات في الشوارع، إلى جانب الشرطة.

ونال الشرطي السابق إيريك آدامز الاستحسان مساء الثلاثاء عندما تعهد مجدداً بأن يكون حازماً في مواجهة الجرائم والجنح التي ارتفعت كثيراً في 2020 قبل أن تهدأ هذه السنة، وقال «لن نكتفي بالحديث عن الأمن بل سنوفر الأمن أيضاً».

وحتى الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية طرح نفسه مدافعاً عن الطبقات المتوسطة والشعبية وقريباً أيضاً من أوساط الأعمال في مانهاتن رئة العالم المالية.

وسيدير خلف بيل دي بلازيو أكبر ميزانية بلدية في الولايات المتحدة قدرها 98,7 مليار دولار للعام المالي 2021-2022.

على غرار أسلافه، سيشرف آدامز على أكبر قوة شرطة في البلاد قوامها 36 ألف عنصر سيتعين عليه متابعة إصلاحاتها.

أصبح آدامز شرطياً حين كانت نيويورك مكاناً خطراً في ثمانينات القرن الماضي، وأمضى في السلك 22 عاماً وبلغ رتبة كابتن، في 1995 أسس نقابة تحارب العنصرية.

وغالباً ما واجهت شرطة نيويورك في تاريخها اتهامات بغض النظر عن عناصر يمارسون العنف وعنصريين وفاسدين، وصل الأمر إلى حد تقديم دعاوى قضائية عن قمع تظاهرات مناهضة للعنصرية نظمتها حركة «حياة السود مهمة» في 2020 بعد مقتل جورج فلويد على أيدي عنصر أبيض في مينيابوليس.

في مدينة دفعت ثمناً باهظاً في معركة محاربة الوباء، سيتعين على آدامز أيضاً إدارة إعادة فتح المدارس والمكاتب والمتاجر وعودتها إلى عملها المعتاد، وكذلك محاربة التفاوت الاجتماعي الصارخ والإسكان السيئ والبنية التحتية المتداعية ومخاطر المناخ، إلى جانب إغلاق رايكرز آيلاند، السجن المكتظ الذي يشهد أعمال عنف وسط ظروف صحية سيئة.

وآدامز فخور أيضاً بأنه أصبح نباتياً في 2016 من أجل معالجة مرض السكري لديه وأصدر كتاباً عن الطهو لإقناع الأميركيين الأفارقة بأن يحذوا حذوه.

back to top