منحت مؤسسة غلوبل فاينانس العالمية نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك بوبيان عادل الماجد جائزة المساهمة المميزة في التمويل الإسلامي "Outstanding Contribution to Islamic Finance" تقديرا لجهوده في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي على مدار السنوات الاخيرة، وتحديدا منذ وصوله إلى منصبه القيادي في بنك بوبيان عام 2009.

وتسلم الماجد الجائزة في الاحتفال الذي أقامته المؤسسة في دبي، بحضور نخبة من المصرفيين والقياديين في مختلف القطاعات الاقتصادية، لتكريم المؤسسات الفائزة بجوائز المؤسسة على مستوى الشرق الأوسط.

Ad

وقال رئيس المؤسسة جوزيف غياررابتو، في كلمة استعرض فيها إنجازات ونجاحات الماجد طوال مسيرته المصرفية التي تقترب من 40 عاما، إن هذه الجائزة المميزة التي تمنح لأول مرة لشخصية فردية تعتبر بمنزلة تكريم خاص للقيادي الذي كان له أثر كبير ومساهمة مميزة في تطوير مجال التمويل والصيرفة الإسلامية.

وأضاف غياررابتو: "ان الماجد انتقل إلى بنك بوبيان الإسلامي في وقت النمو المتصاعد للخدمات المالية الإسلامية، وارتفاع حدة المنافسة في المنطقة"، مشيرا إلى أن الماجد انضم للبنك في وقت عصيب كان يعاني فيه الكثير من المشكلات، ويواجه تحديات عدة في عام 2009، وهو ما وضعه أمام معضلة سرعة إعادة البناء مع ضرورة الحفاظ على وحدة المؤسسة وقوتها.

من جانبه، ذكر الماجد، في كلمة ألقاها عقب تسلمه الجائزة، أن ما حققه إنما يعود بعد فضل الله إلى عائلته وجميع من عمل معهم طوال مسيرته المصرفية التي تمتد قرابة 40 عاما، قضاها في بنك الكويت الوطني وبنك بوبيان، معربا عن سعادته بأن يواكب عمله في أحد البنوك الإسلامية النمو المتصاعد لصناعة الصيرفة ومؤسسات التمويل الإسلامية، والتي بدأت في الانتشار على مستوى الكويت والمنطقة والعالم.

وشدد على أن ما حققه بنك بوبيان خلال فترة قصيرة يمثل قصة نجاح، لاسيما فيما تحقق في مجال الخدمات المصرفية الرقمية التي باتت تمثل ركيزة اساسية لعالم اليوم، والتي أثبتت قدرتها على التفاعل مع الأزمات، وكان انتشار وباء كوفيد 19 خير مثال لها.

بوبيان... تحديات التحول والاستحواذ

لا يمكن لأي متابع أن يتناول ما حققه بنك بوبيان من إنجازات دون أن يربط ذلك مباشرة بشخصية عادل الماجد القيادية التي استطاعت تحويل البنك من مجرد مصرف عادي الى واحد من أبرز بنوك الكويت والمنطقة، من خلال صعوده من المرتبة الاخيرة محليا إلى المركز 3 بين بنوك الكويت جميعا وكذلك ارتفاع أصوله من أقل من 4 مليارات دولار عام 2009 إلى أكثر من 24 ملياراً حالياً.

ويمثل عام 2009 نقطة التحول في سوق الخدمات المصرفية الكويتية، والتي تمثلت في دخول بنك الكويت الوطني سوق الخدمات المصرفية الإسلامية، من خلال الاستحواذ على حصة مؤثرة في بنك بوبيان، الذي كان وقتها بحاجة إلى ضخ رأسمال جديد للحفاظ على استمرارية أعماله.

وعن هذه المرحلة الانتقالية في حياته العملية قال الماجد: "عندما سنحت لي الفرصة للانضمام إلى بنك بوبيان قلت يجب أن أقبل التحدي، وأن أذهب إلى بنك بوبيان لأحصل على فرصة لكي أحقق إنجازا خاصا بي، ولكنني قررت أن أفعل الأشياء على نحو مختلف، وأن أرسي ثقافة العمل بروح الفريق، وكنت مقتنعا بأن هناك فرصة للبنوك الإسلامية".

وحول بدايات الانتقال إلى بنك بوبيان وعلاج مشكلاته ذكر: "كانت أكثر خطواتنا شجاعة تجنيب نحو 211 مليون دولار كمخصصات، بما تجاوز 3 أضعاف ما تم تجنيبه في العام السابق لذلك العام، وخلال 4 أشهر كان البنك يتمتع بوضعية سليمة من حيث الميزانية العمومية، وكنا نعاني من بعض المشكلات على صعيد الخدمات والمنتجات والنظم لكن الميزانية العمومية أصبحت أفضل وامتلكنا فريق إدارة جديدا".

تأسيس البنك

وعودة لقصة بوبيان فقد تأسس البنك عام 2004، وبدأ ممارسة أنشطته فعليا في العام التالي، في ظل ارتفاع حدة المنافسة وقتها، ثم جاءت الأزمة المالية العالمية في 2008 التي ألقت بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية في الكويت، وخصوصا القطاعين المصرفي والمالي، وبحلول عام 2009 استحوذ بنك الكويت الوطني على حصة مؤثرة في "بوبيان"، واستمر "الوطني" في زيادة نسب ملكيته لتصل إلى 60 في المئة تقريبا بنهاية عام 2020.

ووضع الماجد رؤيته المبدئية لتواجد بنك بوبيان على صعيد الخدمات المصرفية للأفراد، حيث يقول: "نظرت إلى المنافسين في قطاع الخدمات المالية المصرفية الإسلامية، وقلت ما الميزة التي يتمتعون بها؟... لقد كانوا يعتمدون على هويتهم الإسلامية، ثم سألت: ما نقاط الضعف لديهم؟".

وتابع: "كانت الاجابة تتمحور حول خدمة العملاء وإدارة المخاطر، ولذلك رأيت اننا لو قدمنا خدمة متميزة ومنحنا العملاء كل ما يحصلون عليه من البنوك التقليدية (منتجات وخدمات وخبرات) وفق أحكام الشريعة الإسلامية، فربما نصبح البنك المفضل للعملاء".

من هنا وضع بوبيان استراتيجيته المبدئية على أساس تواجد بنك بوبيان على صعيد الخدمات المصرفية للأفراد، مركزا على الاستثمار في الخدمات الرقمية، وعلى مدار السنوات الست الأخيرة تمكن بوبيان من الاستحواذ على العديد من الجوائز العالمية، من بينها جائزة غلوبل فاينانس كأفضل بنك إسلامي بالعالم في مجال الخدمات الرقمية على مدار 6 سنوات.

وكانت المؤسسة أشارت في أسباب منحها "بوبيان" هذه الجائزة إلى الأسس التي اعتمدت عليها وهي:

- مدى قوة الاستراتيجية التي يضعها البنك لجذب وخدمة العملاء الراغبين في الحصول على خدمات مصرفية رقمية.

- تحفيز وترغيب العملاء في التحول إلى استخدام الخدمات المصرفية الرقمية.

- نمو قاعدة العملاء الذين يستخدمون الخدمات المصرفية الرقمية بكل قنواتها سواء عبر الإنترنت أو الهواتف الذكية.

- الإبداع والابتكار في تقديم خدمات مصرفية وغير مصرفية مميزة عبر القنوات الرقمية.

بنك لندن والشرق الأوسط

وعلى الرغم من فرصه المتعددة فإن السوق المحلي يظل محدودا أمام القطاعات المختلفة، لاسيما البنوك الكويتية الراغبة في التوسع، لذا كان "بوبيان" على موعد مع الانتشار خارجيا، من خلال ملكيته في بنك لندن والشرق الاوسط، الذي كان يمتلك فيه 28 في المئة وارتفعت الى 71 في المئة حاليا.

ثم جاء إعلان بنك بوبيان انطلاق أعمال علامته التجارية الجديدة Nomo Bank بالكامل في الكويت والمملكة المتحدة، كأول بنك رقمي إسلامي عالمي من لندن لديه القدرة على تقديم خدماته للجميع سواء عملاء بوبيان أو غيرهم.

وتعتبر "Nomo" علامة تجارية تابعة لبنك لندن والشرق الأوسط، وهو بنك مرخص بالكامل في المملكة المتحدة، ويتيح الفرصة للعملاء للاستفادة من أحد أرقى النظم المصرفية في العالم، حيث يقدم البنك الجديد فرص استثمار متوافقة مع الشريعة الإسلامية، من خلال طرح منتجات وخدمات بنكية رقمية إسلامية، متاحة للجميع من أي مكان في العالم.

«بوبيان» وأزمة «كورونا»

تمثل أزمة كوفيد 19 نموذجا واقعيا لإدارة الأزمات التي نجح الماجد وفريقه في إدارتها، حيث سيظل عام 2020 مختلفا بكل المقاييس البشرية، وسيظل في ذاكرة الجميع على أنه العام الذي توقفت فيه كل مناحي الحياة في جميع بقاع الدنيا في وقت واحد، وسنظل جميعا نتذكر جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وأغلقت كل قطاعاته الاقتصادية، وغيرت الكثير في حياتنا اليومية.

ورغم ذلك فإن بوبيان استطاع الاستمرار في تقديم أعلى مستويات الخدمة لجميع العملاء، في الوقت الذي واصل فيه تنفيذ العديد من مشروعاته وخططه، وأبرزها إطلاق خدمات ومنتجات جديدة، ووضع حجر الأساس لمبناه الجديد، وغيرها من الفعاليات التي تؤكد قوة البنك واستمرار العمل بأعلى مستوى.

وخلال الأزمة تأكدت قوة ونجاح الاستراتيجية التي انتهجها البنك منذ سنوات في الاستثمار والتوسع في الخدمات الرقمية وأهميتها، في ظل الظروف التي تمر بها الكويت والعالم حاليا، من خلال تزايد الاعتماد على الخدمات المصرفية التي تقدمها قنوات البنك الرقمية.

المبنى الجديد

واحتفالا بمناسبة مرور 16 عاما على التأسيس في العام الماضي، وضعت قيادات بنك بوبيان حجر الاساس للمبنى الرئيسي الجديد الذي يتوقع الانتهاء منه عام 2024، ليضم بين جنباته جميع موظفي البنك، مع مراعاة المبنى التطورات التي من المتوقع أن يشهدها العالم خلال السنوات المقبلة، خاصة ما يتعلق بالتطورات التقنية والرقمية، وهو ما يعني أن بيئة العمل ستكون مختلفة تماما عما هي عليه حاليا.

ويتضمن ذلك استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، واستخدام أساليب للحفاظ وترشيد استهلاك المياه والكهرباء، سواء خلال مراحل البناء أو بعد الانتقال إلى المبنى الجديد، مع مراعاة التصميم جودة الهواء في الداخل والإضاءة الطبيعية مع التصميم الصوتي وتقليل الضوضاء.

وسيتم تشييد المبنى الجديد، الذي استوحي تصميمه من شعار البنك، على مساحة 4 آلاف متر مربع، في موقع استراتيجي ومميز في قلب مدينة الكويت، حيث تم تصميم المبنى ليكون بمنزلة أيقونة رمزية تعرض ثقافة الكويت النابضة بالحياة إلى العالم ولتحقيق رسالة بنك بوبيان، وهي الإتقان.

ويتيح المبنى أيضا لبنك بوبيان فرصة الاستفادة من التكنولوجيا في الخدمات المصرفية والعقارية والاستثمارية، والاستفادة من المساحات المكتبية الواسعة وقاعات المؤتمرات والمساحات المشتركة الكبيرة الأخرى.

المناصب الرسمية والشرفية الحالية لعادل الماجد

• رئيس اتحاد مصارف الكويت (من 2020 حتى الآن).

• رئيس مجلس إدارة شركة الخدمات المصرفية الآلية – كي نت الكويت.

• رئيس مجلس إدارة بنك لندن والشرق الأوسط - لندن.

• عضو اللجنة المالية والاستثمار – غرفة تجارة وصناعة الكويت.

• عضو مجلس إدارة معهد الدراسات المصرفية.

• عضو مجلس الجامعات الحكومية ممثلا للقطاع الخاص.

جوائز البنك

خلال حفل تسلم الماجد جائزته استحوذ «بوبيان» على جائزتين كأفضل بنك رقمي على مستوى الكويت والشرق الاوسط، ليؤكد البنك تفوقه المحلي والإقليمي، والذي بات على قمته منذ سنوات عدة، إلى جانب جائزة أفضل بنك اسلامي في الكويت.

مركز الابتكار الرقمي

مع تزايد الإقبال على الخدمات الرقمية، لاسيما بين جيل الشباب، قرر بنك بوبيان إنشاء مركز بوبيان للإبداع الرقمي الذي جمع العديد من المواهب من جميع إدارات البنك، وعمل كما لو كان شركة ناشئة مستقلة بذاتها داخل البنك، حيث تم إسناد مهمة رقمنة الإجراءات القائمة وتطوير خدمات رقمية جديدة وإعادة إطلاق منصة الخدمات المصرفية الرقمية للبنك إلى مركز الابتكار الرقمي الذي بدأ بخمسة موظفين فقط، والآن يوجد فيه ما يزيد على 100 موظف.

نموذج للشباب الكويتي

يمثل الماجد نموذجا للقيادات المصرفية الكويتية التي دخلت المجال في الثمانينيات من القرن الماضي محملا بطموح الشباب في إثبات الذات من خلال اقتحام مجال كان جديدا على شباب الكويت وقتها، ولم يكن من القطاعات الجاذبة لعدة أسباب تتعلق بطبيعة العمل المصرفي الصعب.

وبدأت رحلة الماجد المصرفية، وهو الحاصل على شهادة البكالوريوس من كلية التجارة جامعة الإسكندرية، مع عودته الى الكويت ليلتحق ببنك الكويت الوطني، الذي قضى فيه غالبية رحلته المصرفية ليتدرج في العديد من الوظائف والمناصب حتى وصل الى منصب نائب الرئيس التنفيذي للبنك، قبل أن يلتحق ببنك بوبيان في أغسطس 2009.

مجموعة بنك بوبيان

يعتبر بنك بوبيان حاليا مجموعة مكونة من مجموعة من الكيانات الاقتصادية، والتي تتضمن إضافة الى بنك بوبيان كلا من بنك لندن والشرق الأوسط وبنك NOMO، إلى جانب بنكين أحدهما في إندونيسيا والآخر في السودان.

كما تضم المجموعة شركة بوبيان كابيتال (الذراع الاستثمارية للبنك)، إلى جانب شركة بوبيان للتأمين التكافلي، إضافة إلى مجموعة أخرى من الشركات قيد التأسيس في الخارج.