كيف نصنع الفارق في زراعة 50 مليار شجرة؟
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
لا أحد يختلف على الفوائد العظيمة والرائعة من وراء المبادرة سواء بخفض انبعاثات غازات ثاني أكسيد الكربون أو مكافحة التلوث وتدهور الأراضي، لكن التحديات والمعوقات هائلة، ولذلك كما قال الشاعر أبو القاسم الشابي: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر حقاً نحن نستطيع ولدينا الكفاءات البشرية والموارد المالية، فإذا اجتمعت تلك العناصر بوجود قيادة شابة وطموحة تقود المشروع فسنحقق آمالنا وما نصبو إليه، ونكون فعلياً شركاء للعالم في مواجهة تغير المناخ ووقف التدهور البيئي عبر منع حرارة كوكب الأرض من تجاوز الزيادة المقدرة بـ 1.5 درجة مئوية، حقا لقد دخل المناخ العالمي في المجهول. كانت الفرصة تغمرني وأنا أتتبع التعليقات وأتلقى الاتصالات عن مقال (الاثنين 1/ 11/ 2021) "طريق الشجر العربي" لا سيما ذاك التفاعل الذي حصل بين السيدتين الفاضلتين فارعة السقاف والرائدة في المشاريع التطوعية على مستوى الوطن العربي وبين رزان زعيتر صاحبة مشروع المليون شجرة في فلسطين وغيرها من المشاريع أو تلك الصادرة من "بنت البيئة" كما أسميتها، وهي السيدة نعيمة الشايجي التي أثنت على المبادرة متمنية أن يستمر الرعاة بالتنفيذ وهذا بيت القصيد. ما أدهشني مداخلة المهندس الزراعي الذي أمضى أكثر من ربع قرن في الكويت واختبر القطاع جيداً وهو الأستاذ سعد الحمادي، بدراسته التخصصية وخبرته الميدانية، وما توصل إليه اختصره بجملة واحدة "المشكلة عندنا عدم المتابعة"، خوفي أن تهدأ الأمور بعد سنة أو أكثر وننسى ما تعهدنا به! يضيف الخبير الزراعي الشاب أن المشروع فكرة جميلة ورائعة لكن إذا لم تتوافر له الأرضية الصالحة والمناسبة من إدارة ومتابعة لنرى الإنتاج والتصنيع والاستفادة نكون كمن يحرث في الماء. يستوقفك قليلاً ليشرح عن الاختلاف بالمناخ والتربة بين كل دولة عربية وأخرى، لذلك يرى أن تكون الأشجار المزروعة مثمرة لا سيما في الخليج وزراعة مليار نخلة على سبيل المثال بدلاً من الصفصاف والواشنطونيا، ففي مصر تصح زراعة الموالح بدلاً من "الفيغاس" والتي يمكن أن نستبدلها بالبرتقال والليمون، في حين تزرع تونس الزيتون كما في بلاد الشام وفلسطين هذه الأشجار مثمرة ومنتجة وفوق كل ذلك أن يكون هناك من يتابع ويدير ويسوّق. إذا أردنا الشروع بالتنفيذ فلتكن لكل دولة إدارة خاصة بها يناط بها المشروع، فالمسألة صارت حياة أو موت، لأن من لا يملك قُوتَه يومه لا يملك قراره.. عسى أن نرى بلاد العرب وهي مكتسية اللون الأخضر.