مرت علينا في الكويت عجائب وغرائب…

ولكن أن تصل الأمور إلى وجود جثة لفتاة في حمام المنزل توفيت في عام 2016، أي مضى عليها خمس سنوات على الأقل، وهذه الجثة طبعاً تحللت وأصبحت هيكلاً عظمياً، وذلك بوجود والدتها وأخويها في نفس السكن، بل إنهم كانوا على علم بالجريمة.

Ad

التحقيقات مازالت جارية، والطب الجنائي سيقدم تقريره عن أسباب الوفاة إن أمكن، ونقدر مدى الصعوبة في ذلك.

ما لم نستطع فهمه أو استيعابه، هو كيف تستطيع أم وابناها العيش وكأن الأمر عادي وطبيعي؟! بل هم يأكلون ويشربون وينامون ويداومون وكأن الأمر عادي وسهل أو لا يعنيهم…

هذا الوضع بحد ذاته جريمة شنعاء لا يحتمل حتى التفكير بها، لأنه مثير للغثيان وليس للشفقة ولا يمكن فهمه أو استيعابه أبداً!

الجريمة الثانية هي قيام جار بدهس جاره الطبيب بنية القتل، وانتهى الطبيب في العناية المركزة، آملين له الشفاء…

هذه الجريمة دوافعها شخصية بحتة، ومهما كان الخلاف، إن كان هناك خلاف، لا يرقى إلى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، كما ذكر في وسائل الإعلام المختلفة!

السؤال يبقى: هل أصبحنا مجتمعاً قاسياً إلى هذه الدرجة؟ وهل أصبح الشروع في القتل العمد عملية سهلة وعادية؟

وهل كانت هناك دلائل على مدى التهور الذي قام به الجاني؟ وفي هذه الحالة لماذا سكتت عليه الأجهزة الأمنية طوال هذه الفترة؟!

يبدو أننا بحاجة إلى الكثير والكثير جداً من الحزم لمنع مثل هذه الجرائم، وأيضاً الكثير من الانتباه لتفاديها قبل أن تحدث.

د. ناجي سعود الزيد