يبدو أن الأزمة اللبنانية - الخليجية لم تجد طريقها إلى التهدئة، في وقت تؤكد عدة مصادر أن حدود التصعيد الخليجي لم تُرسم بعد، وأن هناك إجراءات قادمة خلال أيام ستبدأ على الأرجح من الرياض.

وبعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي المسيئة، أثارت تسجيلات لوزير الخارجية عبدالله بوحبيب، نشرتها وسائل إعلام سعودية، استياء سعودياً إضافياً، وهو ما سيبقي منسوب التوتر عالياً.

Ad

ومع تزايد التقارير عن حزمة ثانية من الإجراءات الخليجية العقابية بحق بيروت، أكدت مصادر رفيعة في وزارة الخارجية الكويتية، لـ «الجريدة»، أنها تتابع بشكل مستمر مجريات الأحداث فيما يخص الأزمة، ولم تقرر إلى الآن اتخاذ أي خطوات تصعيدية أخرى بعد سحب السفراء، تجاه بيروت.

وأوضحت المصادر أنه لم يتم التواصل إلى الآن مع الجانب اللبناني لمعرفة الخطوات التي قد ترغب بيروت في تنفيذها حول تقديم أي بوادر إيجابية لحل الخلافات الخليجية مع لبنان.

وتعليقاً على تصريحات بوحبيب الأخيرة بأن «الحكومة اللبنانية غير قادرة على تحجيم حزب الله، وهي مسألة إقليمية»، اعتبرت المصادر أن هذا «شأن داخلي لبناني لا يمكن الرد عليه».

ونشرت تصريحات لبوحبيب أدلى بها لمجموعة من الصحافيين على خلفية الأزمة الأخيرة مع المملكة، لكنه حاول التراجع عنها، وأُخذ عليه تشكيكه في المساعدات السعودية للبنان، وتبريره تهريب المخدرات إلى المملكة بقوله إن لها سوقاً هناك، كما أبدى ملاحظات على سلوك وأداء السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وقال إن المملكة لم تقدر إقالة سلفه شربل وهبة الذي تسببت تصريحات مسيئة للخليج رددها في مقابلة تلفزيونية بتنحيته عن منصبه.

ووصف بوحبيب «حزب الله» بـ «المرض» لكنه شدد على أنه لا يمكن للبنانيين فعل أي شيء، وأن على «الأشقاء» مساعدة لبنان من دون اعتبار للحزب، مضيفاً أنه خلال الضغوط في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لـ «التخلص من الحزب»، اقترح «بعث 100 ألف عنصر مارينز للقضاء على الحزب ونحن سنوزع الشمبانيا للاحتفال».

وفي بيان اعتبر بوحبيب التسجيلات «مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي»، كما زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، واعتبر بعد اللقاء أن «ما حصل خلال الأيام الماضية يجب أن يقف عند حد تغليب المصلحة العربية المشتركة، وعدم صب الزيت على النار، لا سيما أن لبنان ما كان يوماً إلا نصير الدول العربية الشقيقة كلها، ولم يكن في يوم من الأيام ولن يكون معبراً للإساءة إلى أي دولة».

وأكد أن لبنان يتطلع إلى «ضرورة تفهم مقتضيات النظام الديموقراطي الذي اختاره اللبنانيون، ومن أسسها حرية الرأي والفكر من دون أن تسيء هذه الحرية إلى علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة تحت أي ظرف كان».

إلى ذلك، دخل السفير السوري في لبنان ​علي عبدالكريم، على خط الازمة، معتبراً أن «سورية التي تتعافى سعيدة أن يكون أصدقاؤها في صف واحد دفاعاً عن كرامات الأمة».

وشدد عبدالكريم على أن «الرئيس السوري بشار الأسد رفض المساومة على سيادة سورية في الجولان، والمساومة على أي منطقة لسيادة سورية في مواجهة كل أنواع الاحتلالات والأطماع».

وقرداحي الذي تسبب في الأزمة محسوب على تيار زعيم المردة سليمان فرنجية المقرب تاريخياً من دمشق. وقالت تقارير إن الأسد بنفسه هو من طلب توزير قرداحي.