نجح لقاء المصالحة، الذي جرى في روما بين الرئيسين الأميركي، جو بايدن، والفرنسي ايمانويل ماكرون في وضع حد، على ما يبدو، لما بات بعرف بـ «أزمة الغواصات»، لكن في المقابل، ارتفعت حدة التوتر بين أستراليا وفرنسا في الأيام الماضية على خلفية تسريبات لماكرون.

وقال السفير الفرنسي لدى أستراليا جان بيير تيبو أمس، في تصريحات في «نادي الصحافة الوطني» الأسترالي، إن كانبيرا تصرفت بخداع عندما ألغت فجأة عقدا بمليارات الدولارات مع باريس لبناء أسطول من الغواصات التقليدية واستبدلته بصفقة للحصول على غواصات أميركية نووية، في إطار تحالف «اوكوس» الثلاثي بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا والموجه بشكل رئيسي ضد الصين. وشدد تيبو الذي عاد إلى كانبيرا الشهر الماضي بعد سحبه على خلفية الأزمة، على أن «الخداع كان متعمدا... ولأن الأمر أكثر من مجرد توفير غواصات، إذ كان اتفاقا مشتركا بشأن السيادة، وشمل نقل بيانات سرية، فإن الطريقة التي تم التعامل بها كانت طعنة في الظهر» .

Ad

وقال السفير الذي يتحدث للمرة الأولى علناً عن العلاقات الثنائية بعد اعادته إلى أستراليا: «هذه الأمور لا تحدث بين الشركاء ولا حتى بين الأصدقاء».

والأحد الماضي قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون كذب عليه بشأن نوايا كانبيرا.

ونفى موريسون هذا الزعم، وقال إنه سبق أن أوضح لماكرون أن الغواصات التقليدية لم تعد تلبي احتياجات أستراليا، وسرب على ما يبدو رسالة «واتساب» بعثها ماكرون له قبل يومين من الإعلان عن «تحالف اوكوس».

وأفادت «رويترز»، انه عندما حاول موريسون ترتيب مكالمة مع ماكرون عن عقد الغواصات في 14 سبتمبر، قبل يومين من إعلان الاتفاق مع واشنطن ولندن، رد ماكرون برسالة جاء فيها «هل أتوقع أخبارا سارة أم محزنة عن طموحاتنا المشتركة في موضوع الغواصات؟».

وانتقد السفير الفرنسي أيضا تسريب الرسالة، واعتبره «تراجعا جديدا غير مسبوق... من حيث الصدق والثقة». وأضاف «إن (ذلك) يرسل إشارة مثيرة للقلق لجميع الدول الأخرى- كن على علم، في استراليا، ستكون هناك تسريبات. ما تقوله لشركائك سراً، سيتم استخدامه في نهاية المطاف واستخدامه كسلاح ضدك، في يوم من الأيام». وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أقر، يوم الجمعة الماضي خلال لقاء ماكرون في روما، على هامش قمة العشرين، أن طريقة التعامل مع الاتفاق الجديد كانت «خرقاء»، مضيفا أنه كان يعتقد أن فرنسا قد أُبلغت بإلغاء العقد قبل الإعلان عن الاتفاق الثلاثي. وفي سياق آخر، قالت وزارة الداخلية التونسية، أمس، إن تونس اكتشفت نفقاً قرب مقر إقامة السفير الفرنسي يبدأ من منزل يتردد عليه شخص معروف بالتطرف، وإن الوحدة المختصة بمكافحة الإرهاب بدأت تحقيقاتها في الأمر، وفقاً لوكالة «رويترز». وأضافت أنه «على الأثر، تمت مداهمة المنزل بعد التنسيق مع النيابة العمومية، واتضح وجود اشغال حفر نفق».

ولفتت إلى أنه «تم تعهيد مصالح الإدارة العامة للحرس الوطني المكلفة بمكافحة الإرهاب لإجراء الأبحاث والمعاينات والتساخير الفنية اللازمة، بالتنسيق مع النيابة العمومية»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ويقول دبلوماسيون غربيون، إن قوات الأمن التونسية أحبطت معظم مؤامرات المتطرفين في السنوات الأخيرة، وأصبحت أفضل من ذي قبل في الاستجابة لما يقع من أحداث.

وكان آخر هجوم كبير يقع في تونس في 2015، عندما قتل مسلحون عشرات في هجومين منفصلين على متحف بالعاصمة التونسية ومنتجع ساحلي في سوسة.

ويقع مقر السفير الفرنسي في مجمع سكني يحيط به سور في ضاحية المرسى.